خريطة دقيقة للقمر الجديد قد تساعد فى توجيه بعثات إعادة العينات المستقبلية

اكتشف العلماء خريطة جيولوجية جديدة لأصغر موقع اصطدام كبير على القمر، وهو حوض البحر الشرقي، وسيتمكن العلماء قريبًا من الحصول على عمر دقيق لأحواض الاصطدام العملاقة على القمر، وفهم أفضل لتاريخ اصطدام الأرض الشبيه بفضل وجودها.

تقع البحر الشرقي على حافة وجه القمر الذي يمكننا رؤيته من الأرض، على الحد الفاصل بين الجانب القريب والبعيد من القمر، والبحر الشرقي هو مساحة منخفضة على سطح القمر تغمرها الحمم البازلتية وتبدو أغمق من المرتفعات المحيطة بها، وقبل أن يكتشف التلسكوب “البحر الشرقي” على حقيقته، كان يُعتقد أنه بحار.

العديد من البحار القمرية هي مواقع لاصطدامات قديمة هائلة، والتي حفرت أحواضًا ضخمة في سطح القمر، و يعتبر حوض أورينتال هو الأصغر بين هذه الأحواض، ولكن من غير المؤكد مدى عمره نظرًا لأنه لم يتم استرداد أي عينات من موقعه، و تشير التقديرات إلى أنه يبلغ من العمر 3.8 مليار عام، مقارنة بأقدم حوض اصطدام، حوض القطب الجنوبي-أيتكين، والذي تم حسابه على أنه يزيد عن 4.3 مليار عام.

ويتميز هيكل الحوض الشرقي بحلقة مزدوجة مذهلة، حيث يبلغ قطر الحلقة الخارجية 580 ميلاً (930 كيلومترًا). يوجد داخل حلقاته سطح متفتت تشكل في الأصل عندما تسببت طاقة الاصطدام في تحويل سطح القمر إلى أبيض ساخن، مما أدى إلى ذوبانه، كما إن هذا الذوبان الأصلي للاصطدام، والذي تصلب الآن في شكل صخور بازلتية على أرضية الحوض، يمكن أن يخبر العلماء منذ متى تصلب، وبالتالي منذ متى تشكل الحوض.

المشكلة هي أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة مليارات سنة، أصبح سطح حوض أورينتال مغطى بتدفقات الحمم البركانية الأحدث عهدًا، والحفر البركانية الحديثة، والحطام المتنوع الذي تسبب في تحريك الذوبان الأصلي الناتج عن الاصطدام.

وقد أنتجت دراسة جديدة، بقيادة كيربي رونيون من معهد علوم الكواكب في توسان بولاية أريزونا، خريطة ستساعد العلماء على تحديد الذوبان الأصلي الناتج عن الاصطدام.

وعلى وجه الخصوص، تتعرف الخريطة على نوعين من البنية الجيولوجية، الأول هو مادة من قاع الحوض الأملس ولكن المتشقق يمكن رؤية بعض هذه المواد في الخريطة مدفونة تحت تدفقات الحمم البركانية اللاحقة، والتي تم تسليط الضوء عليها باللون الأحمر، وفي الوقت نفسه، تسلط النجوم على الخريطة الضوء على فوهات الاصطدام الصغيرة الحديثة فوق بحر الشرق وحطامها المقذوف الذي تناثر في جميع أنحاء المناظر الطبيعية.

كان القلق ينصب على أن مواقع الاصطدام الأحدث هذه قد تلوث قياسات عمر الحوض، ومع ذلك، فمن الممكن أن تكون الحطام الناجم عن تلك الفوهات الأصغر والأحدث قد نتجت أيضًا عن ذوبان الاصطدام الأصلي، وليس الصخور التي أصبحت منصهرة بسبب الاصطدامات اللاحقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى