تعزيز المساواة بين الجنسين في القرن الحادي والعشرين
رؤية شاملة للمساواة
في زمن تزداد فيه الروابط بين الشعوب، يعد الالتزام بمسألة المساواة بين الجنسين قضية عالمية تتطلب تعاوناً متعدد الأطراف. يعكس هذا الالتزام نوعًا من النسوية التي تشمل جميع النساء والفتيات بشتى تنوعهن، مع مراعاة الفوارق التي قد تواجههن، وضرورة دمج قضايا البيئة في هذا الحوار.
مظاهر العنف وعدم المساواة
تُعتبر الفجوات الموجودة بين الجنسين من الأسباب الرئيسية لزيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي. إن هذا العنف يعبر بوضوح عن أبلغ درجات التمييز ضد النساء والفتيات، ويستدعي تكثيف الجهود الرامية إلى تقليص تلك الفجوات والعمل نحو تحقيق المساواة الحقيقية. إن العنف ضد النساء لا يعد فقط نتيجةً لتلك الفجوات، بل هو أداة تُستخدم لاستمرار الهيمنة الذكورية والتمييز. لذلك، من الضروري أن تعترف الهيئات المختلفة بوجود العنف الممارس ضد النساء لمجرد كونهن نساء، دون ترك مجال للشك في المواجهة المستهدفة ضد هذه الظاهرة.
الاحتفال بذكرى قانون الحماية من العنف
في عام 2024، ستحتفي إسبانيا بمرور 20 عامًا على إصدار قانون الحماية الشامل من العنف ضد النساء. هذا القانون، الذي يُعزز بواسطة “ميثاق الدولة” المخصص لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، يتيح تخصيص موارد على مستويات مختلفة. وعلى رغم النجاحات المحققة خلال العقدين السابقين، يتضح من الإحصاءات أن هناك حاجة ملحة للاستمرار في تطبيق السياسات الفعالة وتطوير آليات جديدة لمكافحة العنف الهيكلي، مع التأكيد على عدم التسليم بأي شكل من أشكال التراجع.
العنف كأزمة وطنية
تعتبر مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي مسألة من القضايا الوطنية، والتي تتمتع بأهمية كبيرة في قياس قوة الديمقراطيات. لا يُسمح بأي نوع من التراجع في هذا السياق، حيث يجب أن تكون المواقف تجاه العنف واقعًا واضحًا وفعالًا. إن إنكار وجود هذه الظاهرة، أو التلاعب بمصطلحاتها، لا يُعتبر مقبولًا، بل يجب أن نكون في صف النساء والفتيات الذين يعانون من هذه الظروف.
التوجه نحو المستقبل
إن معركة تعزيز حقوق النساء ومكافحة العنف ضدهن تتطلب استجابة حاسمة من قِبل المجتمعات والحكومات. وعلينا العمل معًا على تعليم الأجيال القادمة لأهمية المساواة واحترام حقوق الجميع، مع وضع استراتيجيات فعالة للتقليل من العنف والانتهاكات. من خلال تبني رؤية شاملة ومتكاملة، يمكننا أن نخطو خطوة نحو عالم أكثر عدلاً لجميع النساء والفتيات.