“فاينانشيال تايمز”: جوجل تحقق “اختراقا علميا” يفتح الباب أمام إنتاج حواسيب “الكوانتَم”

كشف خبراء تقنيون عما وصفوه بـ”اختراق علمي” لشركة جوجل تم من خلاله التغلب على أهم العقبات التي كانت تعرقل انطلاق بناء “حواسيب الكوانتَم” (الحوسبة الكمية) بما قد يفتح الطريق عملياً لإنتاج أول منظومات متكاملة من “حواسيب كوانتَم” مع نهاية العقد الراهن والتي توصف بأنها حقبة جديدة من الذكاء التكنولوجي.


والحوسبة الكمية يتوقع أن تشكل الثورة التكنولوجية المقبلة بعد الذكاء الاصطناعي، وهي ليست تحسّن طفيف مقارنة بأجهزة الحاسب الآلي السابقة، بل ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام.


وترى صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن هذا الاختراق يصعد من مستويات التفاؤل بشأن امكان الخوض عملياً في إنتاج حواسب آلية بكميات تجارية معتمدة على آليات “الكوانتَم” (الحوسبة الكمية أو التي يطلق عليها البعض الكمومية) لافتة إلى أن تلك الإشارات المتفائلة جاءت عقب إعلان شركة جوجل أنها تمكنت من تحقيق خطوة علمية مهمة بتجاوز عقبة مهمة لعلاج إشكالية مزمنة كانت تهدد استقرار منظومة حواسيب “الكوانتَم”.


ولاقت تلك النتائج اهتماماً كبيراً من جانب دوائر البحث في عالم الحوسبة الكمية (الكوانتَم) وأبرزت تلك النتائج مجلة “نيتشر” العلمية الرصينة في مراجعة أعلنتها أمس الاثنين.


كما أعلنت جوجل تفاصيل جديدة بخصوص اختراقها العلمي، مبينة أنها تمكنت من ابتكار “شريحة كوانتَم” أكثر قدرة على تنفيذ مهامها، كما أنها قد تساعد تقنياتها الراهنة على الوصول إلى مرحلة الاستفادة الكاملة من المنظومة الكمية، دون حدوث إشكالات مزمنة.


وتنقل “فاينانشيال تايمز” عن بروفيسور علوم الطبيعة في “معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا” ويليام أوليفر، قوله بخصوص إعلان جوجل عن “الكوانتَم” “لقد انتظرنا هذه النتيجة لسنوات طويلة”.


وقال بروفيسور علوم الحاسبات في جامعة تكساس في أوستين سكوت أراونسون “في الغالب فإنها تبقى عقوداً بين أيدي المهندسين حتى يتمكنوا من التقاط ما تعبر عنه النظرية، وهذا ما نشهده في تلك الحالة”.


وقد اعتمدوا في حل تلك المشكلة على عوامل “الكوانتَم” مثل مفهوم “التراكب” الذي يعني قدرة الجزيئات على الوجود في حالات متعددة في نفس الوقت بناء على حلول محددة، وهو مبدأ كمي أساسي وأحد أشهر المبادئ شهرة في “ميكانيكا الكم”، إضافة إلى مفهوم “التشابك” الذي يعني أن الجزيئات في حالة الكوانتَم يمكنها التفاعل مع بعضها البعض. لكن بالنسبة لوحدة الكوانتَم “الكوانتَم بايتس”، أو التي يطلق عليها حاليا “كيوبيتس” التي يُبني عليها النظام، فإنها تحتفظ بحالتها الكمومية لمجرد جزء ضئيل للغاية من الثانية، بما يعني أن أي معلومات تحتفظ بها تفقدها بسرعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى