اكتشف كيف يمكن لممارسة الرياضة أن تعزز ذاكرتك: 5 حقائق مذهلة تؤكد ذلك!

تأثير التمرين الجسدي على وظائف الدماغ: دراسة جديدة

أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل إلى مكثف لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا لا تفيد الصحة البدنية فحسب، بل تعزز أيضًا الأداء المعرفي في اليوم التالي.

البحث من جامعة لندن

أجريت هذه الدراسة من قبل فريق من جامعة لندن كوليدج، حيث تناولت آثار النشاط البدني على الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا. على عكس الأبحاث السابقة التي ركزت على الفوائد الفورية بعد أداء التمارين، قامت هذه الدراسة بتحليل التأثيرات على المدى الطويل، خصوصًا في مجالات الذاكرة والانتباه، والتي يمكن أن تستمر حتى 24 ساعة بعد النشاط البدني.

أحدث الاكتشافات

أوضحت الدكتورة ميكيلا بلومبرغ، الباحثة الرائدة في هذا المجال، أن “النشاط البدني له تأثيرات إيجابية على الدماغ، ويعزز هذا التأثير النوم الجيد”. وهذه النتائج تدعم الفكرة القائلة بأن الانخراط في النشاط البدني يعد من أسهل وأفضل الوسائل للحفاظ على أداء عقلي جيد مع التقدم في السن.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة 76 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 50 و83 عامًا، لم يكن لديهم أي مشكلات معرفية معروفة. طُلب من المشاركين ارتداء أجهزة تعقب لتجميع بيانات عن مستويات نشاطهم البدني وجودة نومهم على مدار ثمانية أيام. كما قاموا بإجراء اختبارات معرفية عبر الإنترنت لتقييم ذاكرتهم، انتباههم، وسرعة معالجتهم.

النتائج المؤكدة

كانت النتائج مثيرة؛ حيث ارتبط كل 30 دقيقة إضافية من التمارين المتوسطة أو المكثفة بزيادة تتراوح بين 2% إلى 5% في درجات الذاكرة العاملة في اليوم التالي. ومع ذلك، كانت هذه الفوائد المرتبطة بالنشاط البدني معتمدة جزئيًا على حصول المشاركين على قسط كافٍ من النوم، بحيث ينبغي أن يكون ست ساعات كحد أدنى. الأفراد الذين ناموا أقل لم يظهروا نفس التحسينات في الأداء العقلي.

أهمية النوم العميق

كما كشفت الدراسة أن مرحلة النوم العميق تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الذاكرة، حيث تسهم في القدرة على استرجاع التجارب والأحداث الماضية. وفي حين أن الأبحاث السابقة أجريت في بيئات مختبرية خاضعة للتحكم، تمت الدراسة الحالية في الحياة اليومية للمشاركين، مما يتيح للعلماء التحقق من التأثير المباشر للتمرينات.

نتائج مبتكرة

قالت بلومبرغ: “كنا نرغب في معرفة ما إذا كانت الفوائد المعرفية للنشاط البدني يمكن أن تستمر حتى بعد عدة ساعات من التمرين.” وأظهرت النتائج أن التأثيرات يمكن أن تستمر حتى 24 ساعة بعد ممارسة النشاط، وهو اكتشاف يمكن أن يغير من التوصيات الصحية الحالية.

الحاجة لمزيد من الأبحاث

على الرغم من هذه النتائج الواعدة، يُقر الباحثون أن هناك مزيد من الأسئلة التي ينبغي تناولها. فمثلًا، ينبغي إجراء دراسات مماثلة على الأشخاص الذين يعانون من تدهور معرفي لمعرفة ما إذا كانت هذه التحسينات تنطبق أيضًا على المصابين بأمراض مثل الزهايمر أو الخرف.

العناية بالوظائف العقلية

أوضح أستاذ البحث، أندرو ستيبتو، أهمية العناية بالقدرات العقلية قائلًا: “الحفاظ على الوظائف المعرفية أمر حيوي لجودة الحياة والاستقلالية في سن متقدمة. من الضروري تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ يوميًا”.

تعزيز النشاط الجسدي

أشارت الأبحاث إلى أن هذه الدراسة استهدفت فئة من الأفراد النشيطين والأصحاء، مما يعني أن النتائج قد تختلف بين فئات سكانية متنوعة أو أقل ممارسة للتمارين. في ظل النمو الكبير للسكان المُسنين، تُسلط هذه النتائج الضوء على أهمية اتباع نمط حياة نشط ومتوازن، خاصةً في المراحل المتقدمة من الحياة. إن الفوائد المعروفة للنشاط البدني تمتد لتشمل الوظائف العقلية، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على صحة عقلوية مستدامة على مدار الزمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى