كتب طوني عيسى في” الجمهورية”؛ هاجس حكومة نتنياهو لا ينصبُّ على جبهتي لبنان وسوريا وحدهما. فالملف الفلسطيني يبقى أولوية، سواء تعلَّق بغزة أو بالضفة الغربية التي تبدو اليوم جبهة «نائمة »، ولكن وزير المال سموتريتش وعد بإنجاز عملية ضمّها إلى إسرائيل خلال العام 2025 . في تقدير عدد من الخبراء أنّ حكومة اليمين واليمين المتطرف «تطبخ » اليوم على نار قوية مشروع «الشرق الأوسط الجديد » الذي تحدث عنه نتنياهو، وأعلن أمس أنّه قد تحقق فعلاً. ووفق هذا المشروع، ستكون هناك دولة واحدة متفوقة في الإقليم هي إسرائيل، وتحوط بها دول أو دويلات ضعيفة. وتبدو الفرصة متاحة لتوسيع حدود إسرائيل بالسيطرة على غزة وضمّ المنطقة المصنّفة «ج » من الضفة الغربية ) 61 % من مساحتها( أو ضمّ الضفة بكاملها ربما، في موازاة التوغل العسكري في جنوب سوريا وجنوب لبنان. ويعتقد البعض أنّ الإسرائيليين سيستفيدون من فرصةٍ متاحة اليومويصعب تكرارها لتنفيذ «ترانسفير » فلسطيني من غرب الأردن إلى شرقه، ثم يقومون بتوسيع نفوذهم شرقاً داخل الأراضي الأردنية، على غرار توسعهم في لبنان وسوريا. في العلن، تتعالى أصوات الاعتراض العربية والدولية على مخطط القضم الإسرائيلي. لكن نتنياهو وشركاءه في السلطة يراهنون على القوة، وعلى «وعد » ترامب بتوسيع مساحة إسرائيل خلال عهده «لأنّها ضيّقة ». وهذا «الوعد » يعني أنّ سنة 2025 ستشهد زلزالاً عنيفاً يفسّخ الخرائط الحالية في الشرق العربي، ويعيد رسم معظم كياناته بعد قرن كامل من ولادتها.
Advertisement