تأثير العزلة على صحتنا: اكتشف كيف تسبب 5 بروتينات شهيرة في تفاقم مشاعر الوحدة!

أهمية العلاقات الاجتماعية للصحة العامة

تُعتبر الوحدة تجربة يمكن أن تكون ضرورية ومبهجة في بعض الأحيان، لكن عندما تتحول إلى حالة مزمنة غير مرغوب فيها، فإن آثارها السلبية على الصحة يمكن أن تكون كارثية. وقد أجرى باحثون من جامعة كامبريدج دراسة جديدة نُشرت في العام 2024 في المجلة العلمية “Nature Human Behaviour”، تكشف عن أهمية التفاعلات الاجتماعية.

التأثير الإيجابي للصداقة والأسرة على الصحة

تشير الأبحاث إلى أن التواصل مع الأصدقاء والعائلة يلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحتنا، حيث يعزز هذا التواصل جهاز المناعة لدينا ويقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني. تم العثور على هذه النتائج بعد دراسة شاملة لعينات دم من أكثر من 42,000 بالغًا شاركوا في مشروع البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

العزلة الاجتماعية ومخاطرها

تشير الأدلة المتزايدة إلى أن العزلة والوحشة ترتبطان بزيادة المخاطر الصحية وفترة حياة أقصر. ورغم هذه الدلائل، لا تزال الآليات التي من خلالها تؤثر العلاقات الاجتماعية على الصحة غير مفهومة بالكامل. تدعو الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم هذا الرابط.

دراسة تحليلية متقدمة

واحدة من الطرق لفهم الآليات البيولوجية هي دراسة البروتينات التي تتواجد في الدم. هذه البروتينات، التي تُنتج على يد الجينات، تلعب دورًا أساسيًا في عمليات الجسم وتعتبر أهدافًا محورية للأبحاث الدوائية. وفقًا لفريق من العلماء من جامعة كامبريدج وجامعة فودان، تم تحليل مجموعة البروتينات في عينات من الدم لاكتشاف البروتينات المرتبطة بالعزلة الاجتماعية.

الكشف عن البروتينات واستجابة الجسم

مع تحليل النتائج ومراعاة عوامل مثل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي، تم التعرف على 175 بروتينًا تتعلق بالعزلة الاجتماعية و26 بروتينًا ترتبط بالوحدة. على الرغم من وجود تداخل ملحوظ حيث كانت نحو 85% من البروتينات مرتبطة بالعزل والوحيدة. الكثير من تلك البروتينات تظهر استجابة للالتهابات والعدوى، وكانت مرتبطة أيضًا بمشاكل صحية مثل أمراض القلب والسكري والسكتات الدماغية.

تحليل العلاقة بين الوحدة والصحة

لإجراء تحليل أعمق، استخدم الفريق أسلوبًا إحصائيًا يسمى التحليل الجيني المندلي لفهم العلاقة السببية بين العزلة الاجتماعية ومستويات البروتينات. وقد أسفرت هذه الدراسة عن تحديد خمس بروتينات تتزايد مع ازدياد مستوى الوحدة.

دور بروتين ADM في الصحة النفسية والجسدية

من بين البروتينات التي ارتفعت مستوياتها كانت ADM، والتي وجدت لها علاقة قوية بقدرتنا على استجابة الجسم للضغوط. تشير الأبحاث إلى أن هذا البروتين يلعب دورًا في تنظيم هرمونات مثل الأوكسيتوسين، المعروف بـ “هرمون الحب”، مما قد يساعد في تقليل الضغوط وتحسين المزاج.

بلازما ADM وتأثيرها على البنية الدماغية

تبين أن هناك ارتباطًا بين مستويات ADM وحجم جزء من الدماغ يسمى الإنسولا، حيث كلما زادت مستويات هذا البروتين، انخفض حجم المنطقة. كما وجد أن زيادة مستويات ADM مرتبطة أيضًا بزيادة خطر الوفاة المبكرة.

دلالات مهمة للبحث على الصحة العامة

تسليط الضوء على البروتينات التي حددها العلماء يُبرز أهمية الروابط الاجتماعية في الحفاظ على صحتنا. الدكتورة تشون شين من جامعة كامبريدج تشير إلى أن هذا البحث يقدم رؤى حول كيف يمكن أن تؤثر الوحدة والعزلة على الخلايا والعمليات الصحية في الجسم.

خاتمة: دور التواصل المجتمعي في تعزيز الرفاهية

تجمع الدراسات على أن التأثيرات السلبية للوحدة تشتد، خاصة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة. البروفيسور يان فنغ من جامعة ووريك يؤكد على ضرورة تناول هذه القضية كمشكلة صحية عامة عالمية. يتطلب الأمر توفير سبل للتواصل الاجتماعي للحفاظ على صحة الأفراد والحد من المخاطر الصحية المتعلقة بالانفصال الاجتماعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى