يَعِد الذكاء الاصطناعي بإحداث ثورة في طريقة تصميم السيارات وتصنيعها والتفاعل معها. وفي عام 2025، سيؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في تشكيل مستقبل النقل، من خلال تحسين الأمان وتوفير الراحة، وإضفاء الطابع الشخصي على تجربة القيادة. إذ ستقلل لوحة القيادة الذكية المشتتات وتقلل مخاطر فقدان الانتباه، بالإضافة إلى تطوير مساعدي القيادة وتقنية القيادة الذاتية. كما ستشهد صناعة سيارات الأجرة الذاتية القيادة (الروبوتاكسي) توسعًا وتصبح متوفرة في مدن أكثر خلال 2025.
إليك المزيد من التفاصيل عن الطرق التي يؤثر الذكاء الاصطناعي من خلالها في مجال تصنيع السيارات، والتحديات المرتبطة باستخدامه في هذا المجال:
تأثير الذكاء الاصطناعي في تصنيع السيارات وتطويرها:
انتشار السيارات الذاتية القيادة:
يمكن للمستخدمين حاليًا استخدام تطبيق Waymo One في مدن مثل سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وفينيكس لطلب سيارات الأجرة الذاتية القيادة. وفي 2025، تخطط Waymo لتوسيع خدماتها لتشمل مدنًا جديدة مثل أتلانتا وأوستن.
وهناك شركة Motional الناتجة عن تعاون بين شركتي Hyundai و Aptiv التي تطور سيارات أجرة ذاتية القيادة، وتخطط لتوسيع عملياتها في 2025.
تطور أنظمة مساعدة السائق الذكية:
لا تحتاج السيارة إلى أن تكون ذاتية القيادة بالكامل للاستفادة من الذكاء الاصطناعي. إذ يمكن لأنظمة مساعدة السائق الذكية مثل Super Cruise من جنرال موتورز تمكين القيادة دون استخدام اليدين على الطرق السريعة. وتعتمد هذه الأنظمة على خوارزميات ذكية لتوفير مزايا متقدمة مثل: مثبت السرعة التكيفي، والتوقف التلقائي في حالات الطوارئ وتحذيرات مغادرة المسار؛ مما يساعد السائق في أثناء القيادة.
تحسين تجربة القيادة:
أعلنت شركات مثل فولكس فاجن ومرسيدس بنز دمج تقنيات مثل ChatGPT في سياراتها لتقديم تجربة طبيعية وشخصية للسائقين. وبدلًا من طرح الأوامر الصوتية التقليدية المعقدة، يمكن للسائق قول عبارات بسيطة مثل: “خذني إلى المطعم الإيطالي الذي أوصى به صديقي علاء” والحصول على استجابة سريعة.
السيارات الذاتية الصيانة:
بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبحت السيارات قادرة على توقع المشكلات التي تحتاج إلى الصيانة قبل حدوثها، مثل: اكتشاف التغييرات غير الطبيعية في الأداء أو السلوك غير الطبيعي في أثناء الشحن. ويمكن للأنظمة الذكية أيضًا تفسير المشكلات التي تعانيها السيارة بطريقة سهلة للسائق، مثل تحديد كون المشكلة بسيطة أم تحتاج إلى صيانة فورية.
تحسين كفاءة تصنيع السيارات:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جميع جوانب تصنيع السيارات، بدءًا من تحسين طرق التصميم إلى إدارة سلاسل التوريد. على سبيل المثال: تمكنت شركة BMW من تصنيع سيارات كهربائية وهجينة في خط الإنتاج نفسه بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال تصنيع السيارات:
مع أن الذكاء الاصطناعي يوفر الكثير من الفوائد التي تساعد في تطوير مجال تصنيع السيارات، فإن هناك تحديات مرتبطة باستخدامه في هذا المجال، مثل:
الحاجة إلى أنظمة أمان عالية الكفاءة:
ينبغي لشركات تصنيع السيارات اختبار أنظمة الأمان بنحو دقيق، للتحقق من كفاءتها وتجنب الأخطاء التي قد تحدث في أثناء القيادة.
الحفاظ على الخصوصية:
تجمع الأنظمة الذكية المدمجة في السيارات الحديثة العديد من البيانات الشخصية لضمان توفير تجربة قيادة مريحة ومميزة ومناسبة لتفضيلات السائق الشخصية، وهذا يثير مخاوف تتعلق بالخصوصية، ويتطلب اتباع إستراتيجيات مناسبة لضمان الحفاظ على خصوصية البيانات.
الخلاصة:
تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تطوير مجال تصنيع السيارات، وتؤثر في كل من السائقين والشركات المصنعة والجهات التنظيمية، إذ يستفيد المستهلكون من تجارب قيادة أكثر أمانًا وراحة وتخصيصًا بفضل هذه التقنيات، وأما الشركات المصنعة للسيارات فيمكنها الاستفادة من هذه التقنيات لتحسين كفاءة التصنيع وجودته مع تقليل التكاليف. وأما الجهات التنظيمية فقد تواجه تحديات تتعلق بوضع إطار قانوني للتعامل مع التقنيات الجديدة وضمان حماية خصوصية المستخدمين وأمانهم.