لبنان يبدأ فصلاً جديدًا مع انتخاب العماد جوزف عون
في ختام فترة من الضبابية والاستنزاف السياسي، يطل على الساحة اللبنانية عهد جديد بعد انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية. تأتي هذه الخطوة في وقت يحتاج فيه لبنان إلى استعادة الأمل والنهوض من زلزال الأزمات المتتالية. إننا نتشارك مع اللبنانيين فرحتهم، مع أمل حار بأن يعيد الله لهذا الوطن الجميل مكانته في عالمنا العربي.
ملاحظات حول التغيير الرئاسي الجديد
باعتباري أحد المهتمين بالشأن اللبناني، يشعرني حب الوطن بأن أعبّر عن انطباعاتي حول هذا الاستحقاق الرئاسي وتأثيره على مستقبل الجمهورية اللبنانية. من المعروف أن العماد جوزف عون يتمتع بسمعة طيبة في الأمانة والنزاهة، وقد استمد خبرته من المدرسة السياسية للرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي رسخ أسس المؤسسات اللبنانية. تجسد التوافق العربي والدولي على شخصه نتيجة كانت ممتازة لإدارة الجيش اللبناني في الأوقات الصعبة، مجنّبًا لبنان كلفة الحروب الأهلية، مما رفع من مكانته في الساحة السياسية.
أهمية العمل الجاد
من المهم التنبه إلى أن الوقت الحالي ليس للاحتفال فحسب، بل يتطلب تكاتف الجهود لضمان تحقيق العمل المثمر. لا يُجدي الفرح دون وجود خطة عمل واضحة لبناء دولة لبنانية قوية.
أهمية السيادة
من المحبط أن يكون اللبنانيون مجبرين على الانتظار لتحديد مصيرهم عبر لجان دولية تضم ممثلين عن دول خارجية. يعكس هذا الوضع انتقاصًا من سيادة شعب لديه تاريخ عريق من الحرية والمعرفة. إن التحديات السياسية تظهر عندما نتأمل أن أهم مؤسسات الأمة، كالرئاسة، قد تعثرت لوقت طويل تحت ضغط العوامل الخارجية، بينما كان من المفترض أن تكون لبنان مركزًا لصوت العقل.
الحاجة لتعاون واسع
إن جوزف عون، رغم كفاءته، يواجه تحديات عميقة تتطلب تعاون جميع الأطراف. نستنتج من التجارب السابقة أن الدول المانحة لن تقدم الدعم للبنان ما لم يكن هناك خطة واضحة لمكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات جذرية تضمن استعادة دور المؤسسات الحكومية، وخاصة القضائية.
رؤية المستقبل
إلى الرئيس العماد جوزف عون، تأملاتنا من الاتفاقات التاريخية بدءًا من تلك التي تتعلق بالسلاح الفلسطيني وصولًا إلى الطائف. نتمنى أن تبدأ ولايتك بفكر جديد يحمل في طياته “اتفاق بيروت”، حيث أن السيادة والاستقلالية يجب أن تكون الأولوية القصوى لتجاوز العقبات وتحقيق النهضة المنشودة.
الخاتمة
إننا نأمل في مستقبل مزدهر للبنان، مع عودة الحياة إلى قلوب أبنائه. مبروك للبنان ونتطلع إلى أيام مليئة بالأمل والتغيير.
جاسم مرزوق بودي
مالك مجموعة الراي الإعلامية – الكويت
