اكتشف معايير جديدة لتشخيص السمنة: أكثر من مجرد الوزن والطول!

إعادة تعريف السمنة: التقدم في مقاربة تهدف للعناية الصحية

تاريخ وتطور مؤشر كتلة الجسم

تم ابتكار مؤشر كتلة الجسم (BMI) في القرن التاسع عشر بواسطة أدولف كيتليه، عالم الإحصاء البلجيكي، لقياس النسب الجسمية بشكل عام على مستوى البلدان. في منتصف القرن الماضي، استُخدم هذا المؤشر كأسلوب واسع النطاق لتصنيف الأفراد حسب الوزن، وذلك من خلال تصنيفات مثل الوزن الطبيعي، الوزن الزائد، والسمنة.

القيود التي يواجهها مؤشر كتلة الجسم

رغم انتشاره الواسع، إلا أن مؤشر كتلة الجسم لا يعكس بشكل دقيق الحالة الصحية للأفراد، ولا يوفر معلومات كافية حول توزيع الدهون في الجسم. في بعض الحالات، قد يؤدي هذا المؤشر إلى تقدير خاطئ لمستويات الدهون أو حدوث الأمراض ذات الصلة.

لجنة السمنة السريرية وتوجهاتها الجديدة

أخذت لجنة السمنة السريرية التابعة لمجلة “ذي لانسيت للسكري والغدد الصماء”، مؤخراً خطوة جديدة في تعريف السمنة. حيث اقترحت التعريف الجديد الذي يشمل مراحل مثل “ما قبل السمنة”، وتشدد على استخدامBMI فقط لأغراض الكشف والدراسات الوبائية.

استخدام مؤشر كتلة الجسم كأداة محدودة

وفقاً للخبراء، ينبغي النظر إلى BMI كمقياس يُستخدم على مستوى السكان، وليس كمعيار صحي فردي. هذا يدل على التوجه الجديد الذي قد يحدث تغييراً جذرياً في كيفية تشخيص السمنة ومعالجتها، وبالتالي المساعدة في تذليل العقبات الاجتماعية المرتبطة بها.

الاستجابة للتمييز المرتبط بالوزن

أظهرت الدراسات أن التمييز بناءً على الوزن يؤثر على ما بين 19% إلى 42% من الأشخاص ذوي النسب المرتفعة من مؤشر كتلة الجسم، وأيضاً يؤثر بشكل خاص على النساء. هذا الاستنتاج يؤكد الحاجة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية والجسدية التي قد تنجم عن هذا التمييز.

العوامل الاجتماعية والبيئية

شهدت السمنة تصاعداً كبيراً في العقود الأخيرة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من السمنة، من بينهم 124 مليون طفل ومراهق. من المهم إدراك أن هذا الارتفاع مدفوع بمجموعة من العوامل الاجتماعية والبيئية، بما في ذلك التحضر وزيادة توافر الأغذية عالية المعالجة.

استراتيجيات جديدة للتشخيص

للتغلب على العيوب الناتجة عن الاعتماد الكلي على مؤشر كتلة الجسم، تقترح اللجنة نموذجاً يشمل عدة أدوات إضافية مثل قياس محيط الخصر أو استخدام نسبة الخصر إلى الورك. باستخدام مجموعة من القياسات، يمكن للأطباء تقييم المستوى الصحي للأفراد بشكل أكثر دقة.

تفهم حالة “ما قبل السمنة”

يدعو الخبراء إلى الاعتراف بوجود حالة “ما قبل السمنة”، والتي تعني زيادة الدهون بدون تأثير على صحة الأعضاء. تمثل هذه الحالة علامة على المخاطر المحتملة المرتبطة بالسمنة، مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

إعادة التفكير في الاعتبارات الفردية

يؤكد البروفيسور فرانشيسكو روبينو، رئيس اللجنة، أن التركيز يجب أن يكون على تقديم رعاية شخصية تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في كيفية تأثير السمنة على كل شخص. من المهم أن نفهم أن السمنة لا تُعزى فقط إلى ضعف الإرادة، بل هي نتيجة تفاعلات معقدة بين عوامل متعددة مثل العوامل البيولوجية والاجتماعية والبيئية.

الحاجة إلى تغييرات في السياسات الصحية

لتحقيق أهداف العلاج والرعاية، تدعو المبادرات الجديدة إلى تبني استراتيجيات شاملة تستند إلى أبحاث مثبتة بدلاً من الافتراضات غير المدعومة. هذا يشمل العمل على تخفيض التمييز المرتبط بالسمنة وتقديم برامج وقائية للأشخاص المعرضين لمخاطر السمنة.

دعم الوصول إلى العلاج

يعتبر التعريف الجديد للسمنة كحالة مزمنة خطوة حيوية لأنظمة الرعاية الصحية والمشرعين لتوسيع نطاق الوصول لعلاجات فعالة. هذا يشمل التركيز ليس فقط على الأعراض لكن أيضاً على معالجة الآثار المترتبة على السمنة.

ختام

إن الحديث عن السمنة يحتاج إلى التركيز على الفهم العميق لمسبباتها وآثارها، والاعتراف بها كحالة صحية معقدة للتعامل معها بشكل يتسم بالاحترام والفعالية. يحتاج الأفراد إلى دعم كامل للوصول إلى التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، مما يساهم في تعزيز جودة حياتهم الصحية والنفسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى