فيروسات قديمة بعناوين جديدة
تعتبر الفيروسات جزءًا لا يتجزأ من الحياة منذ الأزل. من بين هذه الفيروسات، هناك أنواع معروفة للكثيرين، مثل فيروس الإنفلونزا الذي يظهر في مواسم معينة. ومن جهة أخرى، واجهنا تحديات جديدة مع الفيروسات المستجدة، مثل SARS-CoV2، والتي أثرت على حياتنا بشكل ملحوظ. هناك أيضًا فيروسات تم ذكرها مؤخرًا في ظل تفشي الأوبئة، كمثال على ذلك الفيروس التنفسي السينسيتيال (VRS) الذي يُسجل تأثيرات ملحوظة في سياق التهاب القصيبات الهوائية. إلا أن هناك فيروسات جديدة قد اكتسبت شهرة مؤخرًا في وسائل الإعلام، مما أثار مشاعر القلق لدى العديد من الناس الذين لا زالوا يتذكرون تجاربهم الصعبة خلال جائحة كوفيد-19.
التحذيرات من الفيروسات التي ظهرت مؤخرًا
من بين الفيروسات التي تم تسليط الضوء عليها في هذا السياق هو الميتا-فيروس التنفسي (MPVH)، والذي تم الإبلاغ عنه بشكل خاص من الصين، إلى جانب النوروفيروس. ورغم أن هذه الفيروسات ليست جديدة تمامًا (بخلاف فيروس H5N1 المتعلق بإنفلونزا الطيور والذي له انتشار أكبر في أمريكا الشمالية حاليًا)، إلا أن الناس لم يكن لهم معرفة واسعة بها كما هو الحال مع الفيروسات الأكثر شهرة.
الفيروسات التنفسية وما يجب معرفته عنها
تزايدت المخاوف بشأن فيروس HMPV نظرًا لارتباطه بالمتا-فيروس التنفسي، إلا أن الخبراء يؤكدون على أنه ليس فيروسًا جديدًا، فتم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، ويعود ظهوره بشكل دوري في فصول الشتاء والربيع. وفقًا للأستاذ في علم الأحياء الدقيقة بجامعة سالامانكا، راؤول ريفاس غونزاليس، من المحتمل أن العديد من الأشخاص قد تعرضوا للإصابة بهذا الفيروس في مرحلة ما من حياتهم. ينتمي هذا الفيروس إلى عائلة الفيروسات باراميكسو، وهي فيروسات من نوع RNA. وبالتحديد، يعتبر HMPV فيروس سلباً، مثل فيروسات الحصبة والنكاف وVRS، حيث يسبب عدوى تنفسية، خصوصًا في الأطفال الرضع والأكثر صغراً.
تصريحات منظمة الصحة العالمية
في ظل حالة القلق التي شهدتها الساحة الصحية مؤخرًا، قامت منظمة الصحة العالمية بتوضيح موقفها، حيث أكدت أن المعلومات الواردة من السلطات الصينية تشير إلى أن الفيروسات التي لعبت دورًا في تفشي الإصابات التنفسية الشمالية بالصين هي معروفة، وأن فيروس الإنفلونزا الموسمية هو الأكثر شيوعًا. وقد تم رصد مجموعة من المسببات بما في ذلك VRS وSARS-CoV-2 إلى جانب فيروس الإنفلونزا ولا يقتصر الأمر فقط على MPVH.
الأعراض والمضاعفات المحتملة
تتشابه الأعراض التنفسية الناتجة عن هذه الفيروسات مع أعراض نزلات البرد العادية، ومع تزايد الحالات الحادة، قد تؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي، خاصة في الفئات الأكثر عرضة للخطر، كالأطفال والكبراء أو الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
النوروفيروس وتأثيراته الصحية
أما بالنسبة للنوروفيروس، فهو فيروس يؤثر على الجهاز الهضمي. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يُعتبر النوروفيروس السبب الرئيسي للإصابة بالتقيؤ والإسهال، وهو من الأمراض المعدية التي تنتشر بسهولة بحيث يمكن لأي شخص أن يُصاب به. تعكس أعراضه المتمثلة في الغثيان والإسهال طبيعته المعدية، حيث تزداد حالات الإصابة به خلال أشهر الصيف وفي الأماكن المغلقة مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين والفنادق أو السفن السياحية.
زيادة حالات الإنفلونزا
بحسب تقرير حديث صادر عن المعهد الإسباني للصحة العامة، خلال الأسبوع من 30 ديسمبر 2023 إلى 5 يناير 2024، ارتفعت نسبة الإصابات التنفسية الحادة في العيادات إلى 639.8 حالة لكل 100000 نسمة، بعد أن كانت 562.9 حالة في الأسبوع السابق. في المستشفيات أيضًا، زادت نسبة الدخول بسبب هذه الحالات من 19.7 إلى 23 حالة. وفي إطار الزيادة العامة للإصابات التنفسية، ارتفعت حالات الإنفلونزا إلى 62.6 حالة لكل 100000 نسمة، مما يمثل زيادة بنسبة 88% على مدى الأسبوعين الماضيين. كما يحذر عالم الفيروسات إستانيسلاو نيستال من أن “المجتمع سيواجه ذروة حالات الإنفلونزا في الأيام القليلة المقبلة، مع احتمالية استمرار هذا السياق من العدوى المرتفعة وتعدد الفيروسات التنفسية خلال الأسابيع القليلة القادمة.”