الجبن: ثروة غذائية تتجاوز الزمن
يُعتبر الجبن من الأطعمة القديمة المحبوبة حول العالم، وقد خضع لتحليلات عديدة عبر العصور. لقد أصبح من الضروري فهم كيفية تأثير الأنواع المختلفة من الجبن على مستويات السكر في الدم، مما أثر بعمق على أنماط التغذية للكثيرين، خاصًة أولئك الذين يعانون من الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري. إذ يتعين على المصابين بالسكري الالتزام بنظام غذائي صارم ومراقبة نوعية وكمية الطعام المستهلك. لذا، يتبادر لذهن العديد من التساؤلات حول إمكانية تناول الجبن لمرضى السكري.
آراء الخبراء حول استهلاك الجبن لمرضى السكري
بحسب مختصين مثل حرفيي الجبن من “Dehesa Zacatena” في منطقة “كاستيا لا مانشا”: “ليس كل أنواع الجبن مناسبة لمرضى السكري.” كما يُشدد على أهمية السيطرة على الكمية المستهلكة، والتي يجب ألا تتجاوز 30 غرامًا في اليوم.
ملف التغذية في الجبن
على صعيد التغذية، تتنوع مكونات الجبن، ومن أبرزها:
- الدهون: تختلف نسبة الدهون في الجبن بين 10% إلى 45% حسب النوع. ينصح المرضى المصابون بالسكري باختيار الأنواع منخفضة الدهون.
- الصوديوم: تحتوي معظم الأجبان على كميات مرتفعة من الصوديوم بسبب استخدام الملح في عملية التصنيع والنضوج. لذا، يُفضل للمرضى تناول أنواع تحتوي على صوديوم قليل.
- البروتينات والكربوهيدرات: يزخر الجبن بالبروتينات، بينما يحتوي على كميات ضئيلة من الكربوهيدرات، مما يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
- الفيتامينات والمواد المعدنية: تختلف هذه المكونات باختلاف الأنواع، لكن أغلب الأجبان تعتبر مصدرًا مهمًا للكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A وD وE.
- مؤشر الجلوكوز: يعتبر مؤشر الجلوكوز في الجبن منخفضاً، مما يعني أنه يحرر السكر بشكل بطيء ولا يتسبب في ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم.
الجبن القريش كخيار صحي
يمثل الجبن القريش مصدرًا غنيًا بالبروتينات ويحتوي على كميات قليلة من الدهون والكربوهيدرات. يعتبر خيارًا صحيًا بفضل قوامه الناعم وطعمه الخفيف.
بفضل محتواه العالي من البروتين وقلة الدهون، يعتبر الجبن القريش مثاليًا للرياضيين ولمن يسعون لزيادة الكتلة العضلية أو الحفاظ على بنية جسدية متوازنة دون التضحية بالنكهة.
جبن الريكوتا: خيار مثالي لمرضى السكري
إذا كان هنالك نوع واحد يُعتبر مثاليًا، فهو جبن الريكوتا الذي يتناسب تمامًا مع من يراقب مستويات السكر في الدم. فهو غني ببروتين مصل اللبن (حوالي 5 غرامات لكل حصة) مما يعزز امتصاص السكر بشكل معتدل. ولتناوله بشكل آمن ينصح الخبراء بـ:
- التحكم في الكميات المستهلكة
- دمجه مع أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض
- مراقبة استجابة الجسم لمستويات السكر بعد تناوله.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر جبن إيمينتال خيارًا جاذبًا لمرضى السكري نظرًا لانخفاض محتواه من الملح، لكن يجبالحذر من نسبة الدهون التي قد تكون متوسطة أو مرتفعة. لذلك، من الحكمة مراجعة القيم الموجودة على البطاقة الغذائية وتناول كميات أقل مقارنةً مع الأجبان الطازجة.
أما بالنسبة لأنواع أخرى مثل البارميزان، والجبن الفرنسي “بري”، وجبن “تشيدر”، والجبن الموزاريلا، وجبن الماعز، يمكن تناولها بكميات صغيرة بشكل متقطع.