زيارة إيرانية للراعي: رسالة وتطمينات

كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: يبدو واضحاً أنّ لدى السفارة الإيرانية في بيروت اهتماماً بإبقاء خطوط التواصل مع بكركي سالكة، على رغم من التباينات حول مقاربة بعض الملفات والقضايا أحياناً. كذلك يبدي الراعي من جهته حرصاً على إبقاء أبواب بكركي مفتوحة أمام الزوار الإيرانيّين في إطار الانفتاح على الآخر ولو من موقع الاختلاف.

Advertisement











وإذا كان «الدافع البروتوكولي » لزيارة المستشار الثقافي الإيراني الثانية خلال سنتَين، هو معايدة الراعي بالسنة الميلادية الجديدة والتهنئة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إّلّا أنّ ما ميّزها أمران:
الأول، إهداء السيد باقر إلى البطريرك الماروني سجادة عجمية من نوع «حريرخراسان »، تُعرف بقطبها المخفية، وهي نالت إعجاب الراعي الذي شكر ضيفه على بادرته.
والثاني، تسليم المستشار الثقافي إلى البطريرك الراعي نسخة من رسالة كان قد وجّهها مرشد الجمهورية الإسلامية الإمام علي الخامنئي إلى البابا فرنسيس عبر السفير الإيراني في الفاتيكان قبل فترة قصيرة.
وما بين الرسالة المنقولة والسجادة المهداة، عُلم أنّه تخلّل لقاء الراعي – باقر بحثٌ في عدد من القضايا المطروحة، إذ توقف المستشار الثقافي الإيراني عند حربَي الكيان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مشيداً بالانتصار الذي حققهما الشعبان اللبناني والفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال.
وعلى مستوى الشأن اللبناني، أكّد الزائر الإيراني حرص بلاده على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية، سواء ما يتعلّق بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة أو غيرهما من التفاصيل.
وأشاد الزائر الإيراني بموقف البطريرك الماروني الذي رفض فيه إقصاء أيطرف لبناني، فأجابه (الراعي بأنّ لبنان لا يقوم إّ لّا على التعايش بين أبنائه، لافتاً إلى أنّ الدستور يؤكّد بأنّ لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك.
وأضاف البطريرك مخاطباً ضيفه: «لن يكون هناك من طلاق بين المسيحيّين والمسلمين في لبنان استناداً إلى مبادئ الدستور .»
وبعد اللقاء، أكّد باقر أنّه شدّد خلال اجتماعه مع البطريرك على رسالة المحبةوالسلام والإيمان والاستقرار، وضرورة مواجهة القوى الشريرة والظالمة، مستشهداً ببعض آيات الكتاب المقدس التي تدعو إلى إنقاذ المظلومين ونصرتهم، «وهذا هو الدور الذي تؤدّيه الجمهورية الإسلامية .»
ولفت إلى أنّ إيران لم ولن تتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل تدعم فقط خيار الشعب اللبناني المقاوم الذي اتخذ قراراً بالدفاع عن نفسه ومواجهة المحتلّين، منوّهاً باحتضان الشعب اللبناني بمكوّناته وطوائفه كافة للنازحين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى