وفي العام الفائت، حذرت مجموعة علماء من مختلف أنحاء العالم، في تقرير دعمته وكالة الفضاء الأوروبية وشبكة “فيوتشر إيرث”، من أنّ هذه التغيرات في حدة الحرائق “تمثل خطرًا غير مسبوق لا يزال غير مفهوم بشكل جيد”. ويسعى الباحثون في كل أنحاء العالم إلى فهم ما يحدث، فإمّا يستقلون طائرات تعبر الدخان الناتج عن الحرائق، أو يحللون صورًا بالأقمار الاصطناعية لأعمدة دخان مرئية من الفضاء أو يأخذون عينات من التربة والممرات المائية، في محاولات لتقييم آثار الحرائق على البشر والكوكب.
ويقول المؤرخ المتخصص في الحرائق ستيفن باين، قد يكون للتغير المناخي خلال القرن الفائت كالحرّ والجفاف والرياح القوية، دور في اندلاع الحرائق المدمّرة، لكنّ الاحترار ليس السبب الوحيد في تزايد الحرائق وتفاقم حدّتها. وأضاف حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية: الأمطار الغزيرة التي يعززها التغير المناخي لانّه يغيّر دورة المياه، تزيد من مخاطر الحرائق، لأنها تتسبب في نمو سريع للنباتات التي تصبح خلال فترة الجفاف التالية، بمثابة وقود مثالي للحرائق، كما حصل في لوس أنجلوس.
وتوصلت أبحاث أُجريت في العام 2021 إلى وجود صلة بين ذوبان الطبقة الجليدية في القطب الشمالي وحرائق الغابات التي تزداد حدتها في غرب الولايات المتحدة.. لكن تكون الحرائق أحيانًا ناجمة عن البرق أو خطوط كهرباء معطّلة أو متعمّدة ببساطة. وفي عدد من المناطق، تسببت أساليب غير مناسبة للوقاية من الحرائق بتراكم النباتات القابلة للاشتعال، كما أن الحرائق تغيّر الطقس، إذ تبدّل الرياح وتطلق السخام عاليًا ويمكن أن تسبب البرق، كما تولّد الحرائق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتؤثر حتى على الغلاف الجوي.
كما تسببت حرائق الغابات الكندية سنة 2023 في إطلاق كمية من الكربون خلال خمسة أشهر تفوق انبعاثات الكربون الناتجة عن احتراق الوقود في روسيا خلال عام واحد، وفق حسابات علماء في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، مع العلم أنّ الأشجار أعادت امتصاص كمية منه.
وفي العام 2023، أظهر العلماء أن تفاعلًا كيميائيًا ناتجًا عن الدخان المتأتي من حرائق هائلة في أستراليا تسبب باتساع ثقب الأوزون بنسبة 10% سنة 2020.. وأظهرت إحدى الدراسات أن الرماد الناتج عن حرائق أستراليا سقط في المحيط على بعد آلاف الأميال، مما أدى إلى تكاثر العوالق التي امتصت ثاني أكسيد الكربون الإضافي.