ترحيل الفلسطينيين خطة تثير الصراعات وتعمّق الأزمة

في خطوة أثارت موجة من الجدل والانتقادات، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل سكان غزة الذين شردتهم الحرب إلى دول الجوار، مثل مصر والأردن، في محاولة قال إنها تهدف إلى «تنظيف الوضع» في القطاع المدمر. وبدلًا من معالجة جذور الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يقدم هذا الاقتراح حلًا مرفوضًا من حيث المبدأ، إذ يتجاهل حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم المحتلة، ويفتح الباب أمام تهجير قسري جديد لمصلحة المستوطن الإسرائيلي.

الهجرة الطوعية

برر ترمب اقتراحه بأن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين مؤقتة أو طويلة الأمد، معتبرًا أن القطاع بات «موقع هدم حرفيًا» بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دمرت أحياءً بأكملها وشرّدت %90 من سكانه. إلا أن هذا الطرح، الذي يحاكي الدعوات الإسرائيلية المتطرفة لما يسمونه «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين، يتجاهل أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الأساسي للدمار والنزوح.

تاريخ يعيد نفسه

الفلسطينيون يرون في خطة ترمب تكرارًا لنكبة 1948، حينما طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من أراضيهم، وأصبحوا لاجئين بلا حق عودة. ومع استمرار الحصار والدمار في غزة، يخشى الفلسطينيون أن يكون هذا الاقتراح خطوة إضافية نحو التطهير العرقي الذي تتهم به منظمات حقوق الإنسان إسرائيل.

رفض عربي

مصر والأردن، اللتان أبرمتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل، رفضتا مثل هذه الأفكار في الماضي، حيث تعتبرانها تهديدًا للأمن الإقليمي، ومحاولة لتفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها. والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على وجه الخصوص، حذر من خطورة نقل اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء، معتبرًا أن ذلك سيحول المنطقة إلى بؤرة صراع جديدة، ويهدد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. خطر إشعال

تشير تجارب سابقة إلى أن نقل اللاجئين الفلسطينيين إلى دول الجوار سيؤدي إلى تصدير الصراعات، كما حدث في لبنان خلال السبعينيات والأردن في السبعينيات المبكرة. استيعاب ملايين اللاجئين قد يزعزع استقرار هذه الدول، التي تعاني بالفعل ضغوطا اقتصادية وأمنية هائلة.

هل يستطيع ترامب فرض خطته؟

على الرغم من المساعدات الأمريكية الكبيرة التي تتلقاها مصر والأردن، فإن فرض هذه الخطة قد يؤدي إلى توتر علاقاتهما مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الاقتراح سيثير غضبًا عربيًا ودوليًا واسعًا، وسيُنظر إليه على أنه استهداف للشعب الفلسطيني بدلًا من الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة. تدمير السلام

إذا تم تنفيذ هذا الاقتراح، فإنه سيؤدي إلى إضعاف فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو الحل الوحيد المقبول دوليًا لإنهاء الصراع. وبدلًا من محاسبة إسرائيل على الاحتلال والتوسع الاستيطاني، يسعى ترمب لتصدير أزمة الاحتلال إلى دول عربية أخرى، مما يعمق الجراح ويشعل المنطقة بالمزيد من التوترات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى