وردة الجزائرية هي مغنية جزائرية، لقد جذب انتباهنا مزيجها غير المعتاد من أغاني الحب والقطع الشعبية والقصائد التي تمجد النضال من أجل الاستقلال.
ربما كانت وردة الجزائرية آخر مغنية عربية عظيمة في عصر ما قبل البوب، وهو اسم يمكن وضعه جنباً إلى جنب مع نجوم القرن العشرين من الأغاني المصرية الهادئة التي يهيمن عليها المصريون مثل أم كلثوم وأسمهان. لكنها كانت أيضاً رمزاً ومنتجاً للبلد الذي كانت مرتبطة به ارتباطاً وثيقاً، وهو الجزائر. وإليكِ أغاني جعلت سيلين ديون أيقونة في سماء الغناء العالمي.
بدأت الفنانة وردة بممارسة الغناء وقت أن كانت في فرنسا، حين كانت وقتها تغني لكبار المطربين، وبعد ذلك انتقلت إلى لبنان وعاشت هناك مع أمها، واستمرت في الغناء.
أما البداية الحقيقية للفنانة وردة فكانت بفضل قدومها إلى مصر، وقد اشتهرت مصر في ذلك الوقت بأنها بوابة الشهرة والنجومية، وكانت البداية حين طلب منها المنتج والمخرج حلمي رفلة منها تقديم فيلم ألمظ وعبده الحامولي، لتؤدي دور البطولة.
فوافقت الفنانة وردة وحضرت إلى مصر وقدمت الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وأعجب الجميع بصوتها لدرجة أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر طلب أن تشارك في أوبريت (وطني حبيبي الوطن الأكبر).
عرفت وردة الجزائرية طريق النجومية سريعًا في مصر بعدما شاركت كبار المطربين في العديد من الأناشيد الوطنية، ولكنها تورطت في ترويج شائعة تؤكد وجود علاقة بينها وبين المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية آنذاك، وصدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر بمنعها من دخول البلاد نهائيا ولم ترجع إليها إلا في مطلع السبعينيات بعد تولي الرئيس السادات الحكم.
اختارت وردة أن تعود إلي مصر بأغنية خاصة جدًا وهي “العيون السود” من الحان بليغ حمدي وهو أيضًا من وضع كلماتها الأولى وتقول: وعملت إيه فينا السنين فرقتنا لا.. غربتنا لا.. ولا دوبت فينا الحنين السنين.. وبحبك والله بحبك.. قد العيون السود بحبك وإنت عارف قد إيه كتيرة وجميلة العيون السود في بلدنا يا حبيبي..” ثم أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة، وغنتها وردة في أول حفل لها في مصر عام 1972.
بليغ قدم لوردة هدية أخرى وهي أغنية “على قد ما يومها” عام 1981 وهي نفس لحن أغنية “على رمش عيونها” للمطرب اللبناني وديع الصافي، ولكن بكلمات تناسب شخصيتها كامرأة، وكانت وردة قد حاولت إقناع بليغ أكثر من مرة أن تكون أغنية وديع الصافي لها ولكن كان الأمر صعباً لأن كلمات الأغنية وسياقها يتطلب أن يغنيها رجل، فقام بليغ بإعادة كتابة كلمات الأغنية لتناسب وردة مع الشاعر حسين السيد وتم تصويرها تلفزيونياً بمساعدة سمير صبري.
عاونت وردة مع كبار الملحنين في مصر ومنهم فريد الأطرش ورياض السنباطي ومحمد القصبجي ومحمد الموجي وسيد مكاوي، وكمال الطويل، وصلاح الشرنوبي وحلمي بكر، ولكن تبقى أجمل اغنياتها من تلحين بليغ حمدي ومن بعده الموسيقار محمد عبد الوهاب ومن أشهر أغانيها على الإطلاق “أوقاتي بتحلو” وكانت في الأصل أغنية السيدة أم كلثوم ولكنها توفت قبل تقديمها، و “في يوم وليلة”. وإليكِ أشهر أغاني أم كلثوم من الزمن الجميل… ما زالت خالدة لغاية اليوم.
أسندت لها بطولة عدة أفلام موسيقية ناجحة منها “صوت الحب”، “أميرة العرب”، و”حكايتي مع الزمان”، كما قامت ببطولة مسلسلي “أوراق الورد”، و”آن الآوان”.
تزوجت من جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، واعتزلت الغناء لفترة بعد زواجها، إلا أنها عادت إليه مجددًا بعد طلب الرئيس الجزائري هواري بومدين منها الغناء في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، كما تزوجت لفترة من الموسيقار بليغ حمدي، ويتردد أن تزوجت سرا من الناقد الفني عصام بصيلة.
حكمت سلطات الاحتلال عليها هي ووالدها بالإعدام مرتين بسبب دعم والدها لقوات المقاومة بالجزائر أما تهمة وردة فكانت استغلال صوتها لشحذ همم المواطنين في الجزائر. وإليكِ أجمل أغاني نجاة الصغيرة ومعلومات عنها قد تجهلينها!