سباق الأسعار يسبق الصائمين.. الخضار والفاكهة والزيوت ترتفع قبل رمضان

“مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد الاسواق ارتفاعًا غير مبرر في أسعار المواد الغذائية، لا سيما المنتجات الزراعية والخضروات، وهو أمر غير مقبول ويتجاوز نسب التضخم وآليات السوق والربح المشروع”،بهذه العبارات الجازمة استهلت نقابة الطهاة بيانها محذرةً من موجة الغلاء الفاحش التي تضرب الأسواق اللبنانية مع اقتراب الشهر الفضيل. وأكدت النقابة أن هذا الارتفاع لا يعود فقط إلى عوامل طبيعية، بل هو نتيجة مباشرة للفوضى وجشع بعض التجار وغياب الدولة عن دورها في الرقابة والتنظيم.

Advertisement












أزمة متفاقمة: بين الطقس والأسواق
وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها اللبنانيون، يشهد السوق ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضار والمواد الغذائية، وسط تبريرات متضاربة بين التجار والمزارعين والمراقبين الاقتصاديين. فقد ألقت موجة الصقيع التي ضربت لبنان، لا سيما العاصفة “آدم”، بثقلها على القطاع الزراعي، حيث دمرت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة العديد من البيوت البلاستيكية، لا سيما في منطقة عكار، مما أدى إلى خسائر كبيرة في المحاصيل.

ويشير خبير اقتصادي لـ”لبنان24″ إلى أن نقص الكميات في الأسواق، الناتج عن تدني درجات الحرارة وموجة الصقيع التي لم تترافق مع كميات كافية من الأمطار، أثّر بشكل مباشر على وفرة الإنتاج الزراعي المحلي قبل الدخول في شهر رمضان. فقد ارتفعت أسعار بعض الخضروات الأساسية التي تتواجد بشكل يومي على مائدة رمضان بشكل ملحوظ، حيث وصل سعر كيلو الخيار إلى 150 ألف ليرة لبنانية، فيما شهدت محاصيل أخرى مثل البندورة، الفجل، البقدونس، الخس، والنعناع زيادات كبيرة.

في المقابل، حاول رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، طمأنة اللبنانيين أن السلع الغذائية متوفرة بكميات كبيرة تفوق الحاجة الاستهلاكية خلال رمضان. وأوضح أن المستوردين عمدوا إلى تنويع مصادر الاستيراد لتأمين خيارات مختلفة تناسب المستهلكين، مشيرًا إلى أن الأسعار مستقرة نسبيًا مع تغيرات طفيفة مرتبطة بالسوق العالمية. لكن رغم هذه التطمينات، تشير الأسعار إلى أنّه إلى جانب الخضار والفاكهة، ارتفعت أسعار الزيوت عالميًا بنسبة 15% بسبب عوامل عدة، ما انعكس على الأسواق اللبنانية التي تعاني أصلًا من تدهور القدرة الشرائية للمواطنين.

وأشار المصدر لـ”لبنان24″ إلى أنّ شركات عالمية استغلت رفع أسعار الزيت مع اقتراب شهر رمضان ، حيث فرضت زيادة على سعر الجملة دفعة واحدة.
ولفت إلى أنّ الشركات من الممكن أن تستغل هذا الامر تمهيدًا لرفع آخر للأسعار، على الرغم من الانخفاض العالمي في أسعار المواد الخام.
بالتوازي، كانت قد أشارت جمعية حماية المستهلك في آخر بيان لها أنّها سجّلت ارتفاعا في أسعار 15 نوعاً من الخضار بمعدّل 7.5 بالمئة، وارتفاع أسعار 12 نوعاً من الفواكه بمعدّل 10.7 بالمئة. في حين ارتفع سعر 11 نوعاً من اللحوم بمعدّل 18.8 بالمئة، و21 نوعاً من الألبان والأجبان بمعدّل 8.2 بالمئة. وكذلك ارتفعت أسعار 20 نوعاً من المواد المنزلية والشخصية بمعدّل 6.6 بالمئة وأسعار 43 نوعاً من المعلّبات والزيوت والحبوب بمعدّل 5.8 بالمئة. فيما ارتفعت أسعار 9 أصناف من الخبز بمعدّل 3.6 بالمئة خلال الفصل الرابع من العام 2024.

تزامنًا مع هذه الأزمة، واصل مراقبو وزارة الاقتصاد والتجارة – مصلحة حماية المستهلك، تنفيذ جولاتهم التفتيشية على الأسواق والمحلات التجارية، حيث تم تسجيل محاضر ضبط بحق بعض التجار المخالفين. ففي بلدة كفررمان، تم تغريم أحد أصحاب محال الخضار لعدم إعلان الأسعار بوضوح، فيما وُجهت إنذارات لتجار آخرين لمطالبتهم بالتقيد بالأنظمة المعمول بها، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان.

وفي الجنوب، لا يختلف الوضع كثيرًا، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير وسط معاناة المزارعين الذين باتوا عاجزين عن استثمار أراضيهم بسبب العوامل المناخية القاسية. ويقول أحد المزارعين: “الزراعة متوقفة، أراضينا أصبحت مهملة ولم يجرِ أي فحص للتربة حتى الآن”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى