
أكدت «يونيسف» أن العنف الجنسي يُستخدم كتكتيك حرب في السودان، حيث تم توثيق 221 حالة اغتصاب لأطفال، بينهم فتيان، في ولايات عدة، منها القضارف، كسلا، الجزيرة، الخرطوم، نهر النيل، الولاية الشمالية، جنوب كردفان، شمال دارفور، وغرب دارفور. ووفقاً للمنظمة، فإن 30 % من الضحايا من الذكور. كما شملت الحالات أطفالا دون سن الخامسة، وحتى رضعا لم يتجاوزوا عاما واحدا.
صمت وخوف
تشير التقارير إلى أن هذه الأرقام تمثل فقط جزءا بسيطا من حجم الانتهاكات الفعلية، نظرا للوصمة الاجتماعية التي تحيط بضحايا العنف الجنسي، والخوف من الانتقام، والقيود المفروضة على الإبلاغ عن هذه الجرائم. وأوضحت تيس إنغرام، المتحدثة باسم «يونيسف»، أن الكثير من الضحايا يعانون صدمات نفسية وجسدية شديدة، حيث يعاني بعضهم نوبات مرتبطة بالصدمة، بينما لجأ آخرون إلى محاولات انتحار هربا من معاناتهم.

شهادات مروعة
في إحدى الشهادات التي نقلتها «يونيسف»، تحدثت امرأة مجهولة عن احتجازها 19 يوما داخل غرفة مع نساء وفتيات أخريات، حيث تعرضن للضرب، وأجبرن على خدمة خاطفيهن. كما روت كيف تم اختطاف فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، وإجبارها على تناول حبوب مجهولة قبل أن تتعرض للاغتصاب المتكرر من قِبل مسلحين، مما أدى إلى إصابتها بنزيف حاد.
وفي شهادة أخرى، تحدثت فتاة من أم درمان عن معاناتها، بعد أن أصبحت حاملا نتيجة الاغتصاب، حيث رفضتها بعض مراكز النزوح، مما أجبرها على التنقل المستمر بحثا عن مأوى.
انتهاكات جسيمة
تؤكد «يونيسف» ومنظمات حقوقية أخرى أن العنف الجنسي في السودان تجاوز كونه مجرد أفعال فردية، ليصبح أداة ممنهجة تُستخدم ضمن النزاع المسلح. وحذرت المديرة التنفيذية لـ«يونيسف»، كاثرين راسل، من أن هذه الجرائم تشكل انتهاكا للقانون الدولي، داعية إلى تحرك عاجل من أجل حماية الأطفال من وحشية الحرب.
وفي ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية، تتزايد المخاوف بشأن مصير آلاف الأطفال والنساء الذين يقعون ضحايا لهذه الانتهاكات دون أي حماية أو مساءلة للجناة. ومع تفاقم الأوضاع، يظل المجتمع الدولي مطالبا بتكثيف جهوده، لوقف هذه الفظائع وتقديم الدعم العاجل للضحايا.
تزايد الانتهاكات
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، غرقت البلاد في فوضى أمنية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص، بينما نزح أكثر من 14 مليون شخص بسبب تصاعد العنف وانهيار الخدمات الأساسية.