
الجمود ميزة
يرى الباحث كيري براون أن الجمود الحالي ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل قد يكون الضامن الوحيد للاستقرار في المنطقة، فالصراع بين الصين وتايوان، لو اندلع، لن يكون مجرد خلاف إقليمي، بل سيتحول إلى أزمة عالمية، نظرًا لأهمية الجزيرة في الاقتصاد العالمي، ولا سيما في قطاع أشباه الموصلات. ويؤكد براون أن أي محاولة من أحد الطرفين لفرض رؤيته بالقوة قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وعسكرية غير محسوبة العواقب.
نقطة فاصلة
تصاعدت التكهنات حول عام 2027 كموعد محتمل لتحرك عسكري صيني ضد تايوان، خاصة مع إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن خطط لتحديث الجيش بحلول ذلك العام. مع ذلك، يشير براون إلى أن هناك خطين أحمرين رئيسيين قد يدفعان الصين إلى التصعيد: الأول هو إعلان استقلال تايوان رسميًا، والثاني دعم الولايات المتحدة هذا الإعلان بشكل مباشر. وحتى الآن، تبدو هذه السيناريوهات مستبعدة، حيث تحافظ واشنطن على سياستها التقليدية بعدم الاعتراف باستقلال تايوان، بينما تدرك القيادة التايوانية مخاطر مثل هذه الخطوة.

الدعم الدولي
تحاول تايوان تعزيز علاقاتها مع الديمقراطيات الغربية كوسيلة لحماية نفسها من الضغوط الصينية. إلا أن براون يحذر من أن بعض أنواع الدعم الدولي قد تأتي بنتائج عكسية، فبينما تحتاج تايوان إلى شراكات قوية، يجب أن تتجنب التورط في تحالفات تزيد من حدة التوتر مع بكين. مثال على ذلك زيارة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، ليز تروس، تايبيه عام 2023، التي أثارت جدلًا واسعًا حول مدى جدوى مثل هذه التحركات.
وعلى المدى البعيد، لا يستبعد براون إمكانية حدوث تغييرات جوهرية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي، فقد تؤدي التحولات داخل الصين نفسها إلى إعادة النظر في سياستها تجاه تايوان، أو قد تجد الجزيرة نفسها مضطرة لإعادة تقييم إستراتيجياتها في ظل التغيرات الدولية.
لكن في الوقت الراهن، يرى براون أن الحفاظ على الوضع الراهن، على الرغم من تعقيداته، يظل الخيار الأكثر أمانًا، إذ إن أي تصعيد قد يؤدي إلى كارثة على المستويين الإقليمي والعالمي.
احتمال بعيد
على الرغم من تصاعد التوترات، لا يزال الصراع المفتوح بين الصين وتايوان احتمالًا بعيدًا طالما لم تتجاوز أي من الدولتين الخطوط الحمراء. وبينما يشهد العالم اضطرابات متزايدة، فإن إبقاء الأوضاع في مضيق تايوان على ما هي عليه قد يكون الخيار الأكثر واقعية في المستقبل المنظور.
تاريخ طويل
لطالما كانت العلاقة بين الصين وتايوان معقدة، حيث تعتبر بكين الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تؤكد تايبيه حقها في الحكم الذاتي. وعلى مدى العقود الماضية، ظل الوضع الراهن قائمًا، مدعومًا بعوامل عدة، أبرزها المصالح الاقتصادية المتبادلة، والضمانات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لتايوان. إلا أن هذا التوازن يبدو هشًا في ظل تصاعد الطموحات السياسية والعسكرية للصين من جهة، ومحاولات تايوان تعزيز علاقاتها مع القوى الغربية من جهة أخرى.

التدخل الأجنبي
ترى الصين أن أي تدخل أجنبي في قضية تايوان يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادتها وأمنها القومي، وتعتبره تدخلا في شؤونها الداخلية. وتنتقد بكين بشدة الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لتايوان، معتبرة أن هذه التحركات تؤجج التوترات في مضيق تايوان، وتزيد من احتمالية نشوب صراع. كما تستخدم الصين نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي للضغط على الدول التي تعترف بتايوان أو تدعمها، مؤكدة أن قضية الجزيرة هي «خط أحمر» لا ينبغي تجاوزه، وأنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات صارمة لحماية وحدة أراضيها إذا لزم الأمر.
تحالف مع الغرب
في حين تعتمد تايوان على تحالفاتها مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، لضمان أمنها في مواجهة الضغوط الصينية المتزايدة. وعلى الرغم من عدم اعتراف معظم الدول رسميًا بتايوان كدولة مستقلة، فإنها تحظى بدعم دبلوماسي وعسكري غير مباشر، حيث تزودها واشنطن بالأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية، وتشارك في تدريبات عسكرية، لتعزيز قدراتها الدفاعية. كما تسعى تايوان إلى ترسيخ علاقاتها مع الديمقراطيات الغربية من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري، والترويج لنموذجها الديمقراطي كحصن في مواجهة النفوذ الصيني. وعلى الرغم من هذا الدعم، تحاول الدول الغربية تحقيق توازن دقيق بين مساندة تايوان والحفاظ على استقرار العلاقات مع الصين، لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية.

تايوان جزء لا يتجزأ من الصين:
– تعتبر بكين تايوان مقاطعة صينية متمردة، وستعود عاجلًا أم آجلًا إلى السيطرة الصينية.
– تصر الصين على أن هناك «صين واحدة» فقط، وأن حكومة بكين هي الممثل الشرعي الوحيد لها، وترفض أي اعتراف دولي بتايوان كدولة مستقلة.
– تفضل الصين تحقيق الوحدة مع تايوان عبر الوسائل السلمية من خلال الحوار والتكامل الاقتصادي والسياسي.
– بكين لا تستبعد استخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها رسميًا أو حصلت على دعم عسكري مباشر من دول كبرى، مثل الولايات المتحدة.
– تستخدم الصين نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي لعزل تايوان دوليًا، وتمنع الدول من إقامة علاقات رسمية معها.
– تعتبر الصين أن أي تدخل خارجي، خصوصًا من الولايات المتحدة، في قضية تايوان هو تهديد لسيادتها وأمنها القومي.