نتنياهو ينهي الهدنة.. تصعيد دموي ورفض عربي ودولي واسع

بعد أسابيع من وقف إطلاق النار، عادت آلة الحرب الإسرائيلية لتضرب قطاع غزة بعنف، في خطوة تعكس توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نحو التصعيد، متجاهلًا المساعي الدولية لتمديد الهدنة.

وجاء الرفض العربي والدولي بشكل واسع يؤكد على ضرورة وقف النار، وأكدت وزارة الخارجية السعودية على ضرورة الوقف الفوري للقتل والعنف والتدمير الإسرائيلي، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وإلى جانب السعودية، أصدرت عدة دول عربية ومنظمات دولية بيانات تندد باستئناف العدوان الإسرائيلي، محذرةً من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ورغم الإدانات الواسعة، يبدو أن إسرائيل مستمرة في تصعيدها العسكري.

سبب إنهاء الهدنة

تصاعدت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين، في خطوة تعكس توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نحو إنهاء وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.

يواجه نتنياهو ضغوطًا متباينة منذ بداية الحرب؛ إذ تطالب عائلات الرهائن بإبرام صفقة مع حركة حماس للإفراج عن ذويهم، بينما يدفع شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف نحو استمرار الحرب بهدف القضاء على الحركة.

وفي قرار مثير للجدل، ألقى نتنياهو بثقله لصالح الخيار العسكري، مدعومًا بموقف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، التي ساندت انسحاب إسرائيل من وقف إطلاق النار.

ذرائع إسرائيلية

وألقت كلٌ من إسرائيل والولايات المتحدة باللوم على حماس في انهيار الهدنة، متهمةً إياها برفض إطلاق سراح مزيد من الرهائن قبل بدء مفاوضات إنهاء الحرب، وهو أمر لم يكن مدرجًا ضمن الاتفاق الأصلي، كما زعمت إسرائيل أن حماس كانت تحضر لهجمات جديدة، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذه الادعاءات، وهو ما نفته الحركة. في المقابل، دعت حماس مرارًا إلى مفاوضات جدية حول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل من غزة، ووقف إطلاق النار الدائم.

تداعيات سياسية

والموافقة على وقف إطلاق نار دائم كان من شأنها أن تهدد استمرار نتنياهو في السلطة، إذ لوّح وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في حال تم التوصل إلى اتفاق مع حماس، ما كان سيؤدي إلى انتخابات مبكرة قد تُنهي حكم نتنياهو المستمر منذ 15 عامًا.

وباستئناف القتال، ضمن نتنياهو دعم اليمين المتطرف، واستعاد شريكه السابق، إيتامار بن غفير، الذي انسحب حزبه سابقًا بسبب وقف إطلاق النار، لكنه عاد إلى الحكومة بعد استئناف الضربات على غزة.

المقترح الأمريكي

بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، أعلنت إسرائيل قبولها لمقترح أمريكي جديد يتضمن إطلاق حماس لنصف الرهائن المتبقين مقابل تمديد الهدنة سبعة أسابيع، مع وعود مبهمة بمفاوضات حول وقف إطلاق نار دائم، لكن حماس رفضت المقترح، معتبرةً أنه مختلف عن الاتفاق الأصلي، وطالبت بإطلاق المحادثات حول المرحلة الثانية فورًا، حتى أنها عرضت تسليم مواطن أمريكي إسرائيلي وجثث أربعة رهائن آخرين لإعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح، إلا أن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بأنه «حرب نفسية».

تصعيد إسرائيلي

وفي محاولة لإجبار حماس على القبول بالمقترح الجديد، أوقفت إسرائيل استيراد المواد الغذائية والوقود والمساعدات الإنسانية إلى غزة، ثم قطعت الكهرباء عن القطاع، مما أثر على محطة تحلية المياه الرئيسية، كما أعلنت رفضها الانسحاب من ممر إستراتيجي على حدود غزة مع مصر، رغم أن ذلك كان جزءًا من الاتفاق الأصلي.

وتزامن ذلك مع تصعيد الغارات الإسرائيلية على القطاع، حيث شنت إسرائيل واحدة من أعنف الموجات الهجومية منذ بدء الحرب، مستهدفةً مناطق سكنية مكتظة.ورغم أن إدارة ترمب كانت شريكًا في التوصل إلى اتفاق الهدنة في يناير، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق بدا متحفظًا تجاهها منذ ذلك الحين.

الإدانات العربية والدولية لاستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة:

الإدانات العربية

السعودية: أدانت استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين الفلسطينيين.

مصر: أدانت الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن مئات الضحايا، ووصفتها بانتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.

الأردن: طالبت إسرائيل بالالتزام بوقف إطلاق النار، محذرةً من تفجّر الأوضاع في المنطقة.

الكويت: أدانت العدوان الإسرائيلي، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووقف الحرب على غزة.

الإمارات: شددت على ضرورة حماية المدنيين، ووقف التصعيد العسكري فورًا.

البحرين: دعت إلى احترام القوانين الدولية وإنهاء العنف ضد الفلسطينيين.

البرلمان العربي: وصف القصف الإسرائيلي بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان، مطالبًا بموقف دولي حازم.

قطر: أعربت عن إدانتها للغارات الإسرائيلية، محذرةً من تداعيات التصعيد على استقرار المنطقة.

مجلس التعاون الخليجي: أدان الأمين العام التصعيد الإسرائيلي، محذرًا من تداعياته على أمن واستقرار المنطقة.

منظمة التعاون الإسلامي: حملت الاحتلال مسؤولية الجرائم بحق الفلسطينيين، وطالبت بتدخل دولي عاجل.

جامعة الدول العربية: وصف الأمين العام استئناف القصف بأنه «عمل مجرد من الإنسانية»، مطالبًا بوقف فوري للعدوان.

الإدانات الدولية

الأمم المتحدة: دعا الأمين العام إلى احترام وقف إطلاق النار، واستئناف المساعدات الإنسانية فورًا.

مفوض حقوق الإنسان: طالب بوقف فوري للحرب، محذرًا من تفاقم معاناة المدنيين في غزة.

فرنسا: أدانت الضربات الإسرائيلية، مؤكدةً أنها تهدد حياة المدنيين وتقوّض جهود إطلاق سراح الرهائن.

إسبانيا: دعت إلى احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار وحماية السكان المدنيين.

تركيا: وصفت الهجمات بأنها انتهاك للقانون الدولي، مطالبةً بوقف فوري للعدوان.

بروكسل «الاتحاد الأوروبي»: طالب رئيس المجلس الأوروبي بوضع حد للعنف واحترام الهدنة.

الوضع الإنساني ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 419 والمصابين إلى 528، وسط استمرار القصف العنيف.

مستشفيات غزة تعمل بإمكانيات بدائية وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى