سنويًا، تُسجل حوالي 9 آلاف حالة جديدة من مرض اللمفوما على مستوى العالم، استنادًا إلى الإحصاءات العالمية. وفي الأرجنتين، ينجح واحد فقط من كل خمسة مرضى في التعرف على الأعراض قبل الحصول على تشخيص رسمي. بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض اللمفوما الذي يُحتفل به في 15 سبتمبر، يُطرح سؤال مهم: ما هي أعراض مرض اللمفوما؟
أطلقت جمعية اللمفوما المدنية الأرجنتينية (ACLA) حملتها الجديدة #قد_يكون_ليمفومة لتشجيع اكتشاف الأعراض مبكرًا. فالتشخيص السريع يعد أحد الركائز الأساسية لتحسين فرص الشفاء من هذا المرض الذي يؤثر على الجهاز المناعي. ومن بين الأعراض الرئيسية لللمفوما، ذكرت ACLA نمو الغدد الليمفاوية بشكل غير مؤلم، وارتفاع درجة الحرارة المستمر (أقل من 38 درجة مئوية)، وفقدان الوزن غير المبرر، والتعرق الليلي، والحكة، والإرهاق الشديد، والسعال، وصعوبة التنفس.
طرق كشف اللمفوما
غالبًا ما تُختلط أعراض اللمفوما بأعراض حالات صحية أخرى، مما يجعل الكشف عنها بشكل مبكر أمرًا صعبًا. وفقًا لاستطلاع أجرته الشبكة العالمية لمجموعات مرضى اللمفوما، فإن واحدًا من كل خمسة مرضى فقط في الأرجنتين تمكنوا من التعرف على العلامات قبل التشخيص، بينما استغرق 60٪ منهم حوالي ستة أشهر لزيارة الطبيب منذ بدء ظهور الأعراض الأولى.
من الأعراض الأساسية أيضًا، نذكر نمو غير مؤلم للغدد الليمفاوية، وارتفاع في درجة الحرارة دون تجاوز 38 درجة، وفقدان الوزن غير المبرر، والتعرق الليلي، والطفح الجلدي، والإرهاق الشديد، وضيق التنفس. وفقًا لما ذكرته الدكتورة أستريد بافلوسكي، الطبيبة المتخصصة في علم الدم ومديرة مركز بافلوسكي لعلم الدم، فإن “الكثير من حالات اللمفوما قد لا تُظهر أعراضًا واضحة، وقد يُكتشف المرض بالصدفة أثناء الفحوصات الروتينية أو صور الأشعة المطلوبة لأسباب أخرى”. وذكرت أن بعض المرضى لاحظوا “وجود ورم غير مؤلم دون أي أعراض أخرى ترافقه”.
أهمية التشخيص المبكر لللمفوما
تُعتبر مدة الانتظار للزيارة الطبية في الأرجنتين عائقًا حقيقيًا. حيث أشارت هايديه غونزاليس، رئيسة الجمعية، إلى أن “النسبة المسجلة تعد من بين الأعلى في المنطقة، مما يدل على ضرورة العمل بشكل أكبر على رفع مستوى الوعي والمعرفة حول المرض في بلادنا”. فاللمفوما تؤثر على إنتاج الخلايا الليمفاوية، وهي خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى. وكثيرًا ما تكون الأعراض غير محددة أو قد لا تكون موجودة، مما يؤدي إلى تأخر في التشخيص.
وأبرزت الدكتورة بافلوسكي أهمية الوصول إلى تشخيص دقيق من خلال فريق متعدد التخصصات يشمل أطباء وباحثين وعلماء كيمياء حيوية. ونظرًا لوجود أنواع مختلفة من اللمفوما، فإن التشخيص المبكر والدقيق يسهم في تحسين النتائج.
كيفية مواجهة المرضى لللمفوما
تمثل إدارة المشاعر لمَن تم تشخيصهم باللمفوما تحديًا مهمًا آخر. وكشفت دراسة عالمية أجرتها اتحاد اللمفوما أن أكثر من 75% من المرضى اعترفوا بأنهم يشعرون بالقلق والخوف والعزلة فضلاً عن أعراض الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة. وأشارت هايديه غونزاليس إلى أن “الخوف لا يزال يمثل التحدي الأكبر للمرضى، سواء كان ذلك بسبب القلق من تكرار المرض أو تقدمه”. يؤثر هذا الخوف على نوعية حياتهم ويشكل عائقًا أمام التخطيط للمستقبل.
يكشف تقرير Global Report 2022 من اتحاد اللمفوما، الذي شمل أكثر من 7 آلاف مريض على مستوى العالم، أن نصف المشاركين كانوا يخشون تكرار المرض أو تقدم حالته. وذكرت ACLA أنه “غالبًا ما يؤدي الخوف من عودة السرطان إلى شلل الشخص، مما يؤثر سلبًا على حياته اليومية”.
لمواجهة هذه المخاوف، نصح الخبراء من Lymphoma Coalition المرضى بالاعتراف بمشاعرهم، وطلب المساعدة، واتخاذ خطوات للتعامل مع عدم اليقين والقلق. وأعربت مارينا غودوي، المتخصصة النفسية التي كانت مريضة لمفوما هودجكين، عن تفاؤلها بشأن التقدم في العلاجات، قائلة: “من الممكن أن يشهد تقرير 2024 تحسنًا في تلك المؤشرات، بناءً على الأمل الذي تبعثه العلاجات الجديدة المتاحة حاليًا”.
تطورات العلاج لمرض اللمفوما
وفيما يتعلق بالتطورات المتعلقة بعلاج اللمفوما، وصفت الدكتورة بافلوسكي السنوات الأخيرة بأنها شهدت “تغيرًا جذريًا” مع ظهور علاجات جديدة تعتمد على أنظمة المناعة والعلاج بالأجسام المضادة ثنائية التخصص، والتي تساهم في تحقيق نتائج أفضل.
“نستطيع أن نقدم خيارات متعددة لكل مريض وفقًا للتعريف الخاص به ومرحلة المرض، خاصة للمرضى الذين تعرضوا للانتكاسات بعد عدة جولات من العلاج، وهذا الأمر يتيح لنا تحقيق نتائج أفضل، وتكرار أعمق وأطول، وبالتالي يترجم إلى حياة أفضل وجودة حياة أعلى للمرضى”، اختتمت.
أحداث اليوم العالمي لللمفوما
بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض اللمفوما، سيتم إضاءة عدة معالم وأبنية باللون البرتقالي في جميع أنحاء البلاد، مثل الكوكب وجسر المرأة وقصر ليزاما في مدينة بوينس آيرس. كما تم تنظيم محاضرات توعوية في مراكز الصحية بمختلف المقاطعات.
في المستشفى الإيطالي في لابلاتا، ستقام حملة للتبرع بالدم وتسجيل نخاع العظام في 19 سبتمبر، بينما ستقدم الدكتورة غراسيلا ألفونسو ندوة عبر الإنترنت حول اللمفوما الجريبية في 25 سبتمبر من خلال منصة زوم التابعة لـ ACLA.
تستمر ACLA في تواجدها النشط على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز التشخيص المبكر، وتأمين الوصول للعلاجات، وتقديم أدوات للمرضى تساعدهم في إدارة مشاعرهم وتحسين حياتهم اليومية.