يشهد عالم المال والأعمال تغيرا جذريا مع اعتماد شركات عدة حول العالم، خاصة في القطاعات الحيوية، نظام العمل لـ4 أيام في الأسبوع، ولا سيما مع تسارع التحولات الرقمية ومشاركة الذكاء الاصطناعي في الأعمال.
ويلقى النظام الجديد دعما من التقارير والدراسات الذي تثبت فعاليته، ويهدف إلى تحسين جودة الحياة ومستويات العمل والإنتاجية وسرعة الإنجاز.
وبحسب نجلاء نجم مديرة الأعمال المهنية في الشرق الأوسط لدى شركة الاستشارات الأمريكية “ميرسر” وهي أكبر شركة لإدارة الأصول الخارجية في العالم بأكثر من 300 مليار دولار، فقد لوحظ في غالبية الدراسات التجريبية التي أجريت على أسبوع العمل المكون من أربعة أيام، تحقيق الموظفين مستويات إنتاجية أعلى.
ففي أواخر 2022 طبقت 70 شركة في بريطانيا نظام العمل 4 أيام في الأسبوع بدون خفض في الأجور في تجربة كبرى قال عنها المنظمون “إنها أكبر فترة تجريبية للعمل 4 أيام في الأسبوع تجري في أي مكان في العالم”، فيما يقيس الباحثون في جامعة كامبريدج وكلية بوسطن وجامعة أكسفورد تأثير أسبوع العمل الأقصر.
ومطلع هذا العام أعلنت 45 شركة في ألمانيا اختبار نموذج أن يكون أسبوع العمل مكونا من 4 أيام في إطار مشروع ريادي كبير، رغم اعتراضات وزير المالية في البلاد على جعل النظام عرفا في أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يرى أن تقليل العمل لن يحقق الرخاء.
كما أعلنت شركة باناسونيك عملاق الإلكترونيات الياباني، خططا لتزويد موظفيها بخيار 4 أيام لتحسين توازن حياتهم العملية، وقبل ذلك، تم اختبار أسبوع أقصر، أو التخطيط له، أو إطلاقه في أماكن مختلفة من بنك أتوم البريطاني إلى مكاتب شركة يونيليفر في نيوزلندا، ومن آيسلندا وإسبانيا إلى الإمارات.
أما المنطقة الخليجية، فتجربة الإمارات ليست بعيدة وإن كانت ليست كاملة فنظام العمل الذي اعتمدته الحكومة كان 4 أيام ونصف، وكشفت أن النتائج الأولية لأول 3 أشهر من تطبيقه كانت واعدة، مع انخفاض مستويات تغيب الموظفين بنسبة 55%، وارتفاع كفاءة عمل الموظفين 70%.
وكشف تقرير صادر عن جامعة كامبريدج أن العاملين في أسبوع العمل المكون من أربعة أيام يقل لديهم التوتر في بيئة العمل إلى حد بعيد، ما يساعد على الاحتفاظ بهم، حيث أبلغ نحو 71% من الموظفين عن انخفاض مستويات الإرهاق لديهم”، فيما قال 39% “إنهم كانوا أقل توترا مقارنة بالعمل لمدة 5 أيام في الأسبوع”.
يتوقع مراقبون أن تختلف طريقة تفاعل الموظفين مع أسبوع العمل المكون من 4 أيام، إذ ستلقى الفكرة ترحيبا من قبل البعض الذين سيخصصون الوقت الإضافي الناتج عنها للقيام بأمور ممتعة بالنسبة إليهم، ما يجعلهم يعودون إلى العمل بنشاط وإيجابية.
بينما سينظر آخرون إليها بعين الحذر متسائلين عن الكيفية التي سيقومون من خلالها بحشر قائمة المهام الطويلة للأعمال. (الإقتصادية)