
تحقيق مطالب المرضى المصابين بسرطان الثدي
خمس نساء يعانين من سرطان الثدي المتنقل قد قمن بجمع أكثر من 150,000 توقيع ورفعوا عريضة إلى وزارة الصحة، حيث يطالبن فيها بتوفير الدعم المالي من نظام الضمان الاجتماعي لأدوية Enhertu وTrodelvy. يأملن بأن تتم الموافقة على تمويل هذه الأدوية خلال جلسة لجنة الأسعار للأدوية يوم الخميس الموافق 26 من الشهر الجاري.
أدوية أخرى في انتظار التمويل
ومع ذلك، لا تقتصر المشكلة على هذين الدواءين فحسب. وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها هذه الصحيفة، هنالك مجموعة من الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، لكنها لم تحصل بعد على تمويل من الهيئة الإسبانية للدواء، أو تم رفضها، أو لا تزال مواقفها المالية في قيد الانتظار.
الأدوية المستبعدة والمطلوبة
من بين هذه الأدوية يأتي دواء أولاباريب (Lynparza) الذي تم قبوله لسرطان الثدي في مراحله المبكرة، لكن الطلب لتمويله في حالة سرطان الثدي المتقدم قد رُفض. كما أن هناك دواء أتيzolizumab (Tecentriq)، الذي يُعتبر ممولًا لسرطان الثدي الثلاثي السلبي ولكن بشروط محدودة على المؤشرات المعتمدة من EMA.
أدوية جديدة في طور الانتظار
بالإضافة إلى هذين الدواءين، هناك أدوية جديدة تم اعتمادها مؤخرًا لكنها لا تزال في انتظار التمويل في إسبانيا. تشمل هذه الأدوية، الالاسترانت (Orserdu) المخصص لعلاج سرطان الثدي المتنقل HR الإيجابي مع تحول ESR1، وكذلك الطالازوباريب (Talzenna) الذي يعتبر علاجًا لسرطان الثدي HER2 السلبي مع تحورات BRCA1/2، وأخيرًا الكابيفاسرتيب (Trucap) المعني بذلك النوع من السراطان الذي يعاني من تعديلات جينية معينة في PIK3CA/AKT1/PTEN.
التحذيرات المستمرة من الخبراء
تشير بيلار فيرنانديز، رئيسة الجمعية الإسبانية لسرطان الثدي المتنقل، إلى أنه “هناك آلاف المرضى الذين ينتظرون تصديق عقاقيرهم بما يتناسب مع نوع السرطان الذي يعانون منه. بعض الأدوية تم رفضها وأخرى مُعتمدة من EMA ولكن تنتظر الموافقة على تمويلها من قبل Aemps”.
الدعوة الملحة للمراجعة السريعة
وفي سياق مماثل، دعا الدكتور ميغيل مارتين، رئيس مجموعة الأبحاث الإسبانية في سرطان الثدي (Geicam) ورئيس قسم الأورام في مستشفى جريجوريو مارانيون في مدريد، إلى ضرورة “إعطاء الأولوية للأدوية الأكثر فعالية، وهو ما لا يتم فعله حاليًا”.
ضرورة تحسين نظام الموافقات
ويشير الدكتور مارتين إلى أن “الهيئة الإسبانية للدواء (Aemps) تأخذ وقتًا طويلاً في الموافقة على الأدوية التي تم اعتمادها بالفعل من قبل EMA، وهو وضع غير مقبول. ينبغي أن تتم الموافقات بشكل أسرع، لأن التأخير يشكل اجحافًا في حق المرضى مقارنة بدول أخرى”.
الحاجة إلى نظام شفاف
وأردف أن “علينا وجود معايير واضحة يمكن من خلالها تحديد الأسعار المحتملة المقبولة. بعض الدول تعتمد على معايير للكفاءة لتحليل تكاليف الأدوية مقابل سنوات الحياة المكتسبة بجودة حياة، بينما نحن نفتقر لذلك، مما يجعل القرارات تبدو عشوائية”.
الفجوة المتزايدة مع الدول الأوروبية
على الرغم من الوضع الحالي، قال الدكتور مارتين “لا أعتقد أننا في إسبانيا في أسوأ الحالات، ولكننا متأخرون كثيرًا مقارنة بفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأحيانًا مع البرتغال أيضا. ومع ذلك، لا تبدو الأمور مفهومة، فمعظم الأدوية تنال في النهاية موافقة التمويل، لكن لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو، لا يجب أن يتم الإضرار بالمرضى”.