احتفال يوم الصيدلي العالمي 2024
يحتفل العالم في 25 سبتمبر من كل عام بـ يوم الصيدلي العالمي. ومع اقتراب هذا الحدث، قام مانويل مارتينيز ديل بيرال، رئيس جمعية الصيادلة الرسمية في مدريد، بإلقاء كلمة خلال الإفطار الإعلامي الذي نظمه منتدى الصحة تحت رعاية شركة نيو إيكونومي فوروم. وقد حضر هذا اللقاء العديد من ممثلي القطاعين الصحي والصيدلي، حيث تم تقديم مارتينيز ديل بيرال من قبل إنريكي رويز إسكونديدو، السيناتور عن مجتمع مدريد ووزير الصحة السابق، الذي أشاد بمهنية مارتينيز والدفاع القوي عن مصالح أكثر من 11,000 صيدلي في المنطقة، دائمًا من خلال الحوار والتعاون مع الحكومة.
التحديات الصحية والاجتماعية
تناولت الجلسة عددًا من التحديات الصحية والاجتماعية التي تواجه الصيدلية في مدريد، مثل الشيخوخة المتزايدة للسكان، وارتفاع نسبة الأمراض المزمنة، واستخدام الأدوية المتعددة، والاعتماد، والهشاشة. شدد مارتينيز ديل بيرال على ضرورة توسيع قدرة النظام الصحي على مواجهة هذه القضايا. “لقد تغير المشهد الصحي بشكل كبير في العقود الأخيرة، وعليه فإننا ملزمون بالتكيف مع هذا الوضع الجديد. يجب أن ندرك أن 75% من الوفيات في إسبانيا تتعلق بأشخاص يتلقون علاجاً مزمناً، وهو ما يشكل 80% من النفقات الصحية. يتطلب الأمر تحقيق توافق سياسي لمواجهة هذه التحديات بشجاعة وبتوجه طويل الأجل. هناك حاجة ملحة لإصلاح السياسة الصيدلانية وتقديم حلول جديدة لهذه القضايا”.
التوجه نحو تقديم خدمات أفضل
خلال حديثه، أشار رئيس الCOFM إلى أهمية الرعاية الصيدلانية المنزلية وأكد أنها تبرز جوانب عمل الصيادلة التي كانت موجودة دائمًا، حيث تسهم في رفع مستوى التعامل الإنساني. وبيّن أن “الصيدلية، بسبب قدرتها الكبيرة، تستطيع تقديم الرعاية دون إثارة أي اضطرابات”. كما أضاف بأن تنسيق مواعيد العمل يُعَد أمراً بالغ الأهمية لضمان استمرارية عمل الصيدليات الصغيرة التي تحتاج إلى أن تكون متاحة في أوقات الطوارئ.”
أساليب جديدة للرعاية الصحية
أبرز مارتينيز ديل بيرال أهمية الوقاية من الأمراض كجانب رئيسي في المسؤولية الصحية للصيدليات، مؤكدًا على أهمية تغيير المفهوم الحالي ليكون الصيدلي جزءًا فعالًا في عمليات الوقاية. “علينا أن نركز على منع المرض بدلاً من انتظاره، وخصوصاً مع وجود قنوات تواصل مباشرة بين الصيدلي والمراكز الصحية لضمان تقديم أفضل رعاية للمريض.” وأكد أيضًا أن “التدريب الجيد للصيادلة هو أحد القيم الأساسية التي نلتزم بها.”
التعاون مع مهنيي الرعاية الصحية
على صعيد آخر، أشار مارتينيز ديل بيرال إلى العلاقة الوثيقة مع وزارة الصحة في مدريد، قائلًا إن “هناك موضوعات هامة تحت النقاش، مثل خدمات الجرعات الشخصية التي تعد أساسية للتعامل مع الأمراض المزمنة، حيث يتطلب النجاح في ذلك التعاون الوثيق مع جمعيتي الأطباء والممرضين.” وأعرب عن اعتقاده بأن توحيد الجهود يمكن أن يحسن من الإدارة الدوائية ويقلل من الاعتماد على الموارد الخارجية.
الاستغلال الأمثل للمعرفة الصيدلانية
وعندما يتعلق الأمر بسياق الرعاية الصحية، يرى مارتينيز ديل بيرال أنه يجب على الصيادلة أن يكونوا قادرين على استبدال الأدوية واستخدام معرفتهم كخبراء في هذا المجال. وقال: “يمكن للصيدلية أن تلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة المواطنين والمساعدة في تخفيف الضغط عن النظام الصحي من خلال معالجة الأمراض البسيطة.”
الجانب الإنساني للصيدلية
بالإضافة إلى ذلك، أكد مارتينيز ديل بيرال على أهمية الدور الاجتماعي للصيدليات، منوهًا بأن “الصيدليات تؤدي عملاً إنسانيًا كل يوم، خاصة مع كبار السن الذين يعانون من الوحدة أو المشاكل الغذائية أو الصحية النفسية.” وأوضح أن “الصيدلية هي نقطة مرجعية، ووافقنا على خطة اجتماعية جديدة لتعزيز هذه المهمة”.
التعليم والتطور التكنولوجي
فيما يتعلق بتعليم الصيادلة الجدد، أشار مارتينيز ديل بيرال إلى ضرورة توفير أدوات تعليمية حديثة للمستقبلين في هذا المجال. وأكد أن “تحسين المناهج الدراسية في كليات الصيدلة لتلبية احتياجات المجتمع هو خطوة إيجابية.” كما أضاف أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستغل في كل جوانب العمل، بما في ذلك الصيدلية.
اختتم اللقاء بحديث أنطونيو بيريز أوستوس، رئيس Bidafarma، الذي هنأ جميع الصيادلة الإسبان بمناسبة يومهم. وفي الختام، أعاد مارتينيز ديل بيرال التأكيد على أهمية التصدي للتحديات التي تواجه النظام الصحي بشكل مشترك ومتعاون، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لتحديث النموذج الصيدلي ورفع مستوى التعاون بين جميع الفاعلين في هذا المجال.