السويس , أثار الرئيس الأمريكيدونالد ترامب جدلاً واسعًا بعد طلبه السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر القناة دون دفع أي رسوم عبور. وفي منشور له عبر منصة “تروث سوشال”، قال ترامب إنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ هذا الطلب. ولاقى هذا التصريح ردود فعل متباينة، خاصة من قبل المصريين الذين عبروا عن استيائهم على منصات التواصل الاجتماعي، وكان أبرزهم النائب البرلماني المصري مصطفى بكري.
ردود الأفعال المصرية على تصريحات ترامب
إنتقد الإعلامي والنائب مصطفى بكرى تصريحات ترامب بشكل حاد ، وكتب عبر حسابه يقول ترامب: لولا أمريكا ما كانت قناة السويس . بأمارة إيه ياعم الحاج. ياراجل لما حفر المصريون القناة كانت أمريكا يا دوب لسه فى الحضانة.” وأضاف أن مصر لن تقبل بما وصفه بـ “الإبتزاز الرخيص”، مشيرًا إلى أن هناك قواعد دولية يجب احترامها، وأن السيادة المصرية لا يمكن تجاوزها. كما قال أن قرار رئيس الجمهورية المصرى رقم 30 لسنة 1957 ينظم و بشكل واضح رسوم عبور السفن في القناة ، وبالتالي فإن أي محاولة لفرض هذا الطلب من قبل ترامب هو تجاوز على حقوق مصر.
وفي تدوينة أخرى ، أضاف أن سياسة الرئيس الأمريكي في المطالبة بمرور السفن الأمريكية بالمجان عبر القناة تعكس البلطجة الأمريكية ومحاولات الإبتزاز ضد الدول ذات السيادة. ووصف بكري هذه التصريحات بأنها سرقة علنية وفرض أتاوة على مصر التي تعد دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة.
تاريخ العلاقات الأمريكية مع قناة السويس
في هذا السياق، يُذكر أن أول سفينة أمريكية عبرت القناة بعد أزمة التأميم في 1956، وهي السفينة “رئيس جاكسون”. هذه السفينة مرت عبر القناة بعد عدوان العدوان الثلاثي على مصر، في وقت كان فيه التوتر بين مصر والدول الغربية في ذروته بعد تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لقناة السويس.
حسب الأرشيف البريطاني، كان دخول السفينة “رئيس جاكسون” عبرها في 26 أبريل 1957 حدثًا مهمًا. وذكرت السجلات أن السفينة الأمريكية قامت بدفع رسوم عبور رغم الاحتجاج الأمريكي على تأميم القناة في ذلك الوقت. وبذلك، كانت هذه أول مرة يتم فيها عبور سفينة أمريكية عبر القناة بعد التأميم، ويظهر أن مصر كانت تصر على إدارة القناة بشكل حصري من قبل هيئة قناة السويس دون تدخل من أي طرف أجنبي.
رسوم عبور السفن الأمريكية في قناة السويس
فيما يخص رسوم عبور السفن، تشير التقارير إلى أن السفينة “رئيس جاكسون” دفعت 10,295 دولارًا كرسوم عبور للقناة، مع تأكيد أنها كانت تدفع تلك الرسوم “تحت الاحتجاج” بناءً على تعليمات الحكومة الأمريكية. وتُظهر هذه الحادثة كيف كانت مصر تصر على السيطرة الكاملة على القناة، في وقت كانت فيه القناة موضوعًا للعديد من الصراعات الدولية.
وتظل القناة واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر من خلالها السفن التجارية والعسكرية من مختلف الدول. كما يظل هذا الموضوع حساسًا بشكل خاص بالنسبة لمصر، التي تحرص على الحفاظ على سيادتها على القناة وعدم السماح لأي دولة بالضغط عليها لتعديل النظام المالي المتبع في عبور السفن.
