في جلسة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي، قدّم السفير رياض منصور، مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، شهادة دامغة على فظائع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، متهماً تل أبيب بممارسة إبادة جماعية منهجية ضد الشعب الفلسطيني، وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
وفي كلمته، رسم منصور صورة قاتمة للواقع الفلسطيني تحت القصف والحصار، مشدداً على أن إسرائيل لا تستهدف فقط البشر، بل الحق في الحياة والبقاء والتنمية.
ودعا مندوب فلسطين المجتمع الدولي إلى الكف عن الصمت، واتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
مندوب فلسطين: تجويع وتشريد وتدمير ممنهج
أكد مندوب فلسطين أن إسرائيل تمنع دخول أبسط مقومات الحياة إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والدواء والماء، معتبراً أن استخدام الجوع كسلاح هو جريمة حرب موثقة.
وقال مندوب فلسطين: إسرائيل تسعى لإلحاق أكبر قدر من الدمار في غزة آلاف العائلات شُردت، والمباني دُمّرت، بما فيها التابعة للأمم المتحدة.
كما كشف أن إسرائيل قتلت 300 موظف إغاثة خلال تأديتهم لمهام إنسانية، وأكد استشهاد عاملين في المجال الطبي والدفاع المدني نتيجة القصف.
أطفال غزة أهداف مباشرة
وخلال مرافعته، تساءل منصور: لماذا تُستهدف الطفولة في غزة؟ أين الإنسانية حين تُمحى وجوه الأطفال من الوجود بصواريخ متعمدة؟
وطالب المحكمة بإثارة تساؤل أخلاقي وقانوني واضح حول استهداف القُصّر في غزة، في مشهد لم يعد يحتمل التأويل أو الصمت.
حصار ديموجرافي واغتيال للهوية
اتهم منصور إسرائيل بالسعي إلى تغيير ديموجرافية الأراضي الفلسطينية، عبر التهجير القسري، والاستيطان المكثف، وفرض أكثر من 1000 حاجز عسكري في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف: إسرائيل لا تكتفي بالقصف، بل تسرق الموارد الفلسطينية وتعيق أي مشروع تنموي يهدف لتحسين حياة الناس.
فلسطين تدعو المجتمع الدولي أن يكف عن الصمت
قال منصور: على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتحرك فوراً لا يجوز تبرير هذا العدوان المستمر بحق شعب أعزل.
وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في الاستجابة للأوضاع الخطيرة في غزة، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.
آن الأوان لوضع حد للمأساة
اختتم منصور مرافعته برسالة أمل مشروطة بالعدالة، قائلاً: نريد أن نرى دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام لكن هذا لن يحدث ما دامت إسرائيل تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط
وطالب بوضع حد لما وصفه بحرب الإبادة المستمرة، مشدداً على أن الحق في الحياة يجب أن يكون غير قابل للتفاوض، وعلى العالم أن يختار الآن بين الصمت والتواطؤ، أو الوقوف في صف الإنسانية والعدالة.
