الثلاثاء 29 ابريل 2025 | 10:44 صباحاً
قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع من جنين، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن استقالة رئيس الشاباك رونين بار لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياقات السياسية والأمنية المعقدة التي تمر بها إسرائيل، مشيرًا إلى أن قراره يتجاوز البعد الوظيفي ويمس جوهر الأزمة بين مؤسسات الدولة.
رفض الانخراط في منظومة مأزومة
لفت الدكتور نزار إلى أن رونين بار لا يرغب في أن يكون جزءًا من منظومة تتداخل فيها أدوار السلطة التنفيذية مع القضاء والقوة التنفيذية، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاوزت الحدود المقبولة في تغولها على مؤسسات الدولة، ولا سيما السلطة القضائية، التي لم تعد قادرة - برأيه - على فرض الاستقرار أو حماية المناصب الحساسة من التدخل السياسي.
وأوضح أن بار اتخذ قراره لأنه لم يعد يرى إمكانية للمناورة ضمن بيئة سياسية غير ليبرالية، مشيرًا إلى أن المؤسسة الحاكمة الحالية لا تنتمي إلى التيار الليبرالي أو العلماني، بل تمثل ما أسماه بـ"حكومة الحاخامات"، الأمر الذي يتنافى مع الخلفية الفكرية لرونين بار القادم من قلب المنظومة الليبرالية.
الهروب من تحميل المسؤولية
وأشار الدكتور نزال إلى أن بار ربما يسعى من خلال الاستقالة إلى تجنب أن يكون "نقطة خلاف" مستقبلية داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل الانتقادات التي قد تلاحقه بسبب إخفاقات أمنية كبرى، وعلى رأسها فشل السابع من أكتوبر، مضيفًا أن استقالته جاءت متأخرة، وكان الأجدر به - لو امتلك حسًا أمنيًا ومسؤولية حقيقية - أن يعلنها فور وقوع الكارثة.
رسائل رمزية في التوقيت
ونوّه نزال إلى أهمية توقيت الاستقالة، التي تزامنت مع "يوم الاستقلال" في الرواية الإسرائيلية، والذي يقابله "يوم النكبة" في الوعي الفلسطيني، مؤكدًا أن بار أراد توجيه رسالة سياسية تفيد بأن إسرائيل - من وجهة نظره - تفقد استقلالها الحقيقي بسبب الانزلاق المستمر نحو الاستبداد الديني والتفكك المؤسسي.
ردود الفعل الداخلية: فتور الشارع الإسرائيلي
وأكد نزال أن وقع خبر الاستقالة قد تم امتصاصه سريعًا من الشارع الإسرائيلي، ولا يُتوقع أن تندلع احتجاجات أو اعتراضات كبيرة بشأنه، مشددًا على أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تعتمد على الأفراد، بل هي منظومة متكاملة، ومن السهل استبدال الشخصيات دون أن يتغير الأداء العام.
نتنياهو والمناورات السياسية القادمة
وأشار الدكتور نزال إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر الآن في تعيين شخصية أكثر ولاءً له، وقد تكون استقالة بار مقدمة لخطوات أوسع، تشمل الضغط على رئيس الأركان هرتسي هاليفي أو حتى دفعه نحو الاستقالة، في إطار محاولات نتنياهو إحكام سيطرته على المفاصل الأمنية في الدولة.
اقرأ ايضا