أخبار عاجلة
سلطنة عمان تعلن مفاجأة بشأن الطاقة النووية -

صعود شعبية ريال مدريد وأتلتيكو في مصر: كيف أصبحت مدريد وجهة جماهيرية؟

صعود شعبية ريال مدريد وأتلتيكو في مصر: كيف أصبحت مدريد وجهة جماهيرية؟
صعود شعبية ريال مدريد وأتلتيكو في مصر: كيف أصبحت مدريد وجهة جماهيرية؟

الثلاثاء 29 ابريل 2025 | 02:02 مساءً

كتب : بلدنا اليوم

في وسط القاهرة، تصمت المقاهي حين يستعد ريال مدريد لتنفيذ ركلة جزاء، وتضج الشوارع بهتافات مشجعي أتلتيكو مدريد بعد كل انتصار في الديربي. ما يحدث ليس مجرد إعجاب، بل ولاء عميق. فقد شهدت مصر، ولا سيما القاهرة، تزايداً لافتاً في عدد أنصار قطبي العاصمة الإسبانية. لماذا؟ لأن هذه الأندية لا تكتفي بتقديم كرة قدم، بل تنقل معها هوية ودراما وبطولة وشعوراً بالفخر. يتابعهم المصريون بشغف، ليس فقط عبر الشاشات، بل بقلوبهم، مع كل تمريرة، وكل بطاقة، وكل عودة استثنائية. في مدينة نابضة بالحياة مثل القاهرة، تتحول كرة القدم المدريدية إلى حالة شخصية. المسألة لم تعد ترتبط بالجغرافيا، بل بالعاطفة. ومدريد، دون شك، تجيد مخاطبة هذه العاطفة.

أعلام، هتافات، ومبادرات خيرية: مدريديون في قلب القاهرة

لا تُعد روابط مشجعي ريال مدريد وأتلتيكو مدريد مجرد مجموعات هواة في القاهرة، بل تشبه العائلات المتماسكة. تجتمع عشرات الروابط المنظمة لمتابعة كل مباراة في الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الملك. وبين الهتافات والأغاني، يتابع العديد منهم نتائج فرقهم المفضلة من خلال تطبيقات مثل لاين بت للمراهنات، التي تتيح لهم التفاعل مع المباريات من خلال التوقعات والمشاركة في الحماس بطريقة إضافية. لكن هذه التجمعات ليست صامتة. فهنا تُرفع الأعلام، وتُردد الأغاني بالإسبانية والعربية، وتُرتدى القمصان بفخر كما لو كانت دروعاً. بعضهم يحجز مقاهي كاملة لمتابعة المباريات، وآخرون ينظمون مبادرات خيرية باسم أنديتهم.

هذا الدعم المتنامي لا ينبع من العشوائية، بل من بنية جماهيرية تُبنى بحب ووعي. يُعلِّم الكبار الأطفال الهتافات، وتُقام دوريات خماسية بألوان الأندية، وتُعاد تمثيل الأهداف التاريخية في أزقة المدينة.ورغم أن ريال مدريد وأتلتيكو يبعدان آلاف الكيلومترات، إلا أن شعور الانتماء في القاهرة يجعلهما أقرب من أي نادٍ محلي. ليس بفعل الحملات التسويقية، بل لأن الجماهير نفسها قررت أن هذه الفرق تمثلهم.

تأثير بث الدوري الإسباني في مصر

قبل عام 2015، كان معظم المصريين لا يتابعون مباريات الأندية المدريدية إلا من خلال لمحات مقتضبة على القنوات الرياضية الدولية. لكن هذا الواقع تغيّر بشكل جذري مع دخول الشبكات الرياضية الناطقة باللغة العربية على الخط. واليوم، أصبحت مباريات ريال مدريد وأتلتيكو مدريد تُبث في أوقات الذروة وتحظى بجماهيرية واسعة في مصر.فيما يلي أبرز العوامل التي ساهمت في هذه الطفرة:

البث المباشر لمباريات الدوري الإسباني باللغة العربية: لم تعد اللغة عائقاً أمام المتابعة. فكل هدف وكل لقطة حاسمة أصبحت تحظى بتعليق عربي مؤثر يقرّب الحدث من الجمهور.

إمكانية المشاهدة المجانية عبر تطبيقات الهاتف المحمول: لم يعد المشجع بحاجة لاشتراك مدفوع. كل ما يحتاجه هو هاتف ذكي واتصال بالإنترنت، ليكون في قلب الحدث.

برامج تحليلية بعد المباريات باللهجة المصرية: لم يعد الأمر مقتصراً على استعراض الأهداف، بل أصبحت هناك تحليلات عميقة، نقاشات فنية، وآراء تُقدَّم بلهجة محلية من قلب القاهرة.

قنوات يوتيوب وحسابات تيك توك يديرها مشجعون مصريون: هؤلاء المحتوى يقدمون شرحاً مبسطاً للتكتيكات، آخر الأخبار، وشائعات الانتقالات بلغة عامية قريبة من قلوب المصريين.

هذا الانفتاح الإعلامي جعل من المشاهد العادي مشجعاً يومياً. لم تعد متابعة ريال مدريد أو أتلتيكو مدريد رفاهية، بل أصبحت عادة متأصلة لدى جمهور واسع في مصر.

هوية مدريد العالمية وجاذبيتها الثقافية

مدريد ليست مجرد مدينة – إنها علامة تجارية. بالنسبة للمصريين، تمثل نافذة على الحلم. تجمع أناقة ريال مدريد وطاقة أتلتيكو الخام بين جوانب مختلفة من الهوية المصرية. أحدهما يرمز إلى القوة والكمال، والآخر إلى القتال والتحدي. ولأن الشغف لا يتوقف عند المشاهدة، أصبح تنزيل لاين بيت وسيلة شائعة لمتابعة المباريات والتفاعل معها لحظة بلحظة. هذه الأندية تجسد قصص التمرد والنجاح والدراما. مشجعو القاهرة لا يكتفون بمشاهدة كرة القدم المدريدية، بل يعيشونها. فالأغاني والمنافسات وأجواء الملاعب أصبحت جزءًا من ثقافة أوسع يعشقها المصريون ويتطلعون للانتماء إليها. المسألة لا تتعلق بالجغرافيا، بل تتعلق بالروح.

بريق ريال مدريد ونجوميته العالمية

ريال مدريد ليس مجرد نادٍ – إنه فريق ملوك كرة القدم. كبر المصريون وهم يشاهدون أناقة زيدان، ووهج رونالدو، وقيادة راموس. والآن، يضيء فينيسيوس جونيور وبيلينغهام الشاشات. هذا النادي يمتلك 14 لقباً في دوري أبطال أوروبا – لا أحد يقترب من هذا الرقم. وهو رقم له دلالة خاصة في مصر، حيث للتاريخ قيمة حقيقية.

عندما يفوز الريال، يبدو الأمر كأنك تشاهد فيلماً سينمائياً: ملعب ضخم، نجوم لامعون، ضغط هائل، وتفاصيل فاخرة. حتى القميص له طابع أيقوني. المصريون، خصوصاً جيل الشباب، ينبهرون بهذه الهيمنة الراقية. إنها تعكس الطموح. في بلد حيث تحقيق الأحلام ليس سهلاً، يمنح الريال خيالاً يبدو ممكناً – ولو لـ90 دقيقة فقط.

عزيمة أتلتيكو مدريد وروحه المستضعفة

أتلتيكو مدريد يخاطب قلوب المصريين الذين يقدّرون الشغف أكثر من البريق، والروح أكثر من المال. قد لا يملكون خزائن الريال، لكنهم يعوّضون ذلك بروح قتالية لا تهدأ. جمهورهم لا يبحث عن العناوين البراقة، بل عن فريق لا يعرف الاستسلام، عن مدرب يصرخ من الخط الجانبي وكأنه أحد المشجعين، وعن لاعبين يقاتلون على كل كرة وكأنها مسألة حياة أو موت. هنا، تُحترم المعاناة ويُحتفى بالإصرار.

لماذا يلفت أتلتيكو الأنظار؟

قيادة دييجو سيميوني: رمز الشغف والانضباط، مقاتل قبل أن يكون مدربًا. لا يسعى للعرض، بل للنتيجة.

انتصارات رغم الصعاب: التفوق على برشلونة وريال مدريد لم يكن صدفة، بل ثمرة عقلية لا ترضى بالخسارة.

الولاء في زمن التقلّب: لاعبون ككوكي وجريزمان، اختاروا البقاء والقتال، رافعين شارة القيادة بفخر.

ثقافة دفاعية متينة: كرة القدم ليست فقط أهدافًا، بل صلابة وتنظيم وذكاء... وهذا ما يجيده أتلتيكو باقتدار.

وفي مدينة مثل القاهرة، يعرف الناس معنى الكفاح. قد لا تكون الحياة سهلة، لكنها صادقة. تمامًا كما هو أتلتيكو مدريد: فريق لا يُبهر، لكنه يُلهم.

سياحة كرة القدم إلى مدريد

في السنوات الأخيرة، أضافت وكالات السفر المصرية باقاتٍ خاصة لحضور مباريات الدوري الإسباني، تحوّلت إلى "رحلات حج كروية" لعشاق كرة القدم. المصريون لا يسافرون لمدريد للسياحة فحسب، بل ليعيشوا لحظة دخول ملعبي سانتياغو برنابيو أو سيفيتاس متروبوليتانو، حيث تتحول المشاهدة عبر الشاشة إلى تجربة حية.

هذه الرحلات تمثل "رحلة العمر" للكثيرين، من المشي على أرض الملعب إلى التقاط الصور أمام جداريات النجوم، بل والجلوس في مقاعد VIP. ريال مدريد وأتلتيكو لم يعودا مجرد أندية، بل وجهات سياحية تعكس شغفًا مصريًا يمتد من القاهرة إلى مدرجات مدريد، في حب يتجاوز الحدود.

أكاديميات كرة القدم للشباب ومعسكرات التدريب

لم تعد كرة القدم المدريدية حبيسة الشاشات في مصر، بل انتقلت إلى الملاعب المحلية عبر شراكات استراتيجية بين أندية مثل ريال مدريد وأتلتيكو مع أكاديميات مصرية. هذه الشراكات تتجاوز الشكلية إلى تطوير فعلي للمواهب، حيث يخضع الشباب لبرامج تدريبية مستوحاة مباشرة من المنهجية الإسبانية، بإشراف مدربين يعملون وفق الفلسفة التكتيكية لتلك الأندية.علاوة على ذلك أصبح تسجيل Linebet خياراً شائعاً بين المشجعين لمتابعة نتائج فرقهم المفضلة والمراهنة عليها.

في ضواحي القاهرة كالمعادي والقاهرة الجديدة، تجذب معسكرات نهاية الأسبوع عشرات الشباب الطامحين، الذين يرتدون ألوان أنديتهم المفضلة ويتدربون على تقنيات متقدمة، بينما تتردد أسماؤهم بلغة سيرجيو راموس أو غريزمان. هذه الأكاديميات لا تُخرّج لاعبين محترفين فحسب، بل تُنشئ جيلاً من المشجعين المخلصين، مرتبطين عاطفياً بإرث النادي ومسيرته.

حين تنبض القاهرة بحب مدريد

مدريد حاضرة في كل زاوية من زوايا القاهرة. في القمصان التي تُباع في أكشاك الشوارع، وفي الهتافات التي تعلو من الشرفات، وفي صمت المقاهي قبل لحظة ركلة الجزاء. حتى التفاعل مع المباريات تغيّر، فمع تطبيق لاين بيت، لم يعد المشجع مجرد متفرج، بل أصبح جزءًا من اللعبة، يشارك، يتوقّع، ويعيش اللحظة بطريقة مختلفة. فالقاهرة لا تقتصر على مشاهدة مدريد، بل تعيشها بكل تفاصيلها. لكل مشجع شاب يهتف بـ"هلا مدريد!" أو "أوبا أتليتي"، الأمر ليس مجرد مسافة، بل انتماء حقيقي. 

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خطوة بخطوة.. تعرف على أفضل طريقة لتنظيف التكييف بدون فني صيانة
التالى 14 يوما من الحرب التجارية الساخنة.. مصير المواجهة الكبرى بين أمريكا والصين