الثلاثاء 06 مايو 2025 | 02:53 مساءً

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
في تطور يعكس حجم الاضطراب الذي أصاب الأسواق العالمية، سجلت صفقات الاندماج والاستحواذ حول العالم خلال شهر أبريل أدنى مستوى لها منذ 20 عامًا، الانخفاض الحاد تزامن مع ما وصف بـ"يوم التحرير" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين أعلن في 2 أبريل عن فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات الأمريكية، مما تسبب في حالة من الهلع داخل الأوساط الاقتصادية والمالية.
وأظهرت بيانات شركة "ديلوجيك" أن عدد الصفقات الموقعة في أبريل انخفض إلى مستوى لم يُشهد منذ فبراير 2005، في مؤشر سلبي على أداء الاقتصاد العالمي، ولم يتجاوز عدد الصفقات الموقعة في الولايات المتحدة، التي تعد السوق الأكبر في العالم لعمليات الاندماج والاستحواذ، خلال الشهر الماضي، 555 صفقة، وهو الرقم الأدنى منذ مايو 2009، حين كانت تداعيات الأزمة المالية العالمية في أوجها، وفقًا لوكالة رويترز.
حرب الرسوم الجمركية
تبعت الاضطرابات التي أشعلها ترامب بعد قراره بفرض رسوم جمركية، خطوات تصعيدية من دول أخرى كردود فعل، ما دفع العديد من الشركات الكبرى مثل Chime وStubHub إلى تأجيل أو إلغاء الاكتتابات العامة الأولية، كما أثّر القرار على معنويات الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين، الذين أصبحوا أكثر تحفظًا في ظل غياب وضوح الرؤية السياسية والاقتصادية.
وأكد عدد من المصرفيين أن حالة عدم اليقين دفعتهم إلى نصح عملائهم بتأجيل عمليات الاندماج والعروض الأولية لحين استقرار السياسات التجارية الأمريكية.
وقال لورينزو باوليتي، المدير الإداري للخدمات المصرفية الاستثمارية في ترويست للأوراق المالية: "أنصح العملاء بالانتظار، فحتى الآن لا يفهم التنفيذيون والمديرون الماليون تمامًا كيف ستؤثر التعريفات عليهم، ومن الأفضل الاحتفاظ بالنقد إلى أن تتضح الصورة".
وعلى الرغم من بعض الصفقات الكبرى التي وُقّعت في أبريل، مثل استحواذ شركة جلوبال بايمنتس على شركة لخدمات معالجة المدفوعات مقابل 24.25 مليار دولار، إلا أن هذه الصفقات لم تكن كافية لكبح الانخفاض العام.
الاندماج والاستحواذ العالمي
وفقًا لبيانات ديلوجيك، فقد انخفضت قيمة نشاط الاندماج والاستحواذ العالمي إلى 243 مليار دولار، أي بنسبة 54% أقل من مارس، و20% دون متوسط القيمة الشهرية خلال العشرين عامًا الماضية.
وأشارت كريستين بوثير، مستشارة الصفقات العالمية في شركة KPMG، إلى أن المؤسسات باتت تشهد سلسلة من ردود الفعل السريعة نتيجة عدم اليقين، مضيفة: "نشهد ارتدادات في كل عملية تدقيق نقوم بها".
من جهتها، اعتبرت ليزا شاليت، المحللة لدى مورجان ستانلي، أن تقلبات السوق وصلت في أبريل إلى مستويات تاريخية، مدفوعة بتصريحات متناقضة من البيت الأبيض بشأن سياسة التعريفات الجمركية.
وكان ترامب قد أعلن في 2 أبريل عن فرض رسوم بنسبة 10% على كافة الواردات، مع فرض معدلات أعلى على بعض الدول مثل الصين، التي واجهت رسومًا بلغت 145%، لكنه عاد لاحقًا وعلّق القرار لمدة 90 يومًا، ما أضاف مزيدًا من الضبابية للأسواق.
تهديدات عزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي
أشارت شاليت إلى أن تهديدات ترامب بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ساهمت أيضًا في تعميق الضغوط على الأسواق، ما زاد من حالة التردد لدى المستثمرين.
ورغم التراجع الحاد، كانت هناك نقطة مضيئة تمثلت في الصفقات المتعلقة بالتكنولوجيا، والتي لا تعتمد على السلع المادية الخاضعة للتعريفات الجمركية، بل على البرمجيات والخوارزميات، وبلغت قيمة صفقات التكنولوجيا نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة هذا العام، لتشكل نحو 40% من إجمالي الصفقات الأميركية، ونحو نصف قيمة الصفقات العالمية.
تأثير التعريفات الجمركية
أكد كيفن كوكس، الرئيس العالمي لعمليات الاندماج والاستحواذ في بنك سيتي، أن تأثير التعريفات الجمركية يختلف من قطاع إلى آخر، مشيرًا إلى أن الصناعات التي تعتمد على التصنيع وتستلزم مكونات مستوردة هي الأكثر تضررًا، بينما تعتبر قطاعات مثل الاتصالات والإعلام والطاقة والمرافق أقل تأثرًا.
وأضاف كوكس: "نطلب من عملائنا أخذ الوقت الكافي لفهم المخاطر الإضافية المرتبطة بنماذج الأعمال المستهدفة"، مشيرًا إلى أن بنك سيتي نصح شركة بوينج ببيع وحدتها البرمجية Jeppesen لشركة Thoma Bravo مقابل 10.6 مليار دولار، كخطوة مدروسة لتفادي تأثير التعريفات الجمركية على أنشطة الشركة.
وتابع: "التقلبات تؤثر على إتمام الصفقات، وينبغي على المشترين اليوم أن يدرسوا المخاطر جيدًا، أو يؤجلوا قراراتهم لحين اتضاح المشهد الاقتصادي والسياسي".
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.