في إطار حرص جمهورية مصر العربية على تعزيز التعاون والتكامل العربي في قطاع الطيران المدني وتأكيد حضورها الفاعل على الساحة الدولية، شارك الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، في فعاليات الدورة الثانية والسبعين للمجلس التنفيذي والجمعية العامة الاستثنائية للمنظمة العربية للطيران المدني.
استضافت العاصمة المغربية الرباط مقر المنظمة فعاليات هذا الاجتماع الهام، بحضور وزراء ورؤساء هيئات الطيران المدني من الدول الأعضاء. ورافق الوزير المصري خلال هذه الزيارة الهامة الطيار عمرو الشرقاوي، رئيس سلطة الطيران المدني.
شهدت الاجتماعات نقاشات معمقة تناولت العديد من الملفات الاستراتيجية الحيوية التي تهدف إلى الارتقاء بقطاع الطيران المدني في المنطقة العربية. وتركزت المباحثات حول تعزيز التنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية واللوائح والقوانين بما يتماشى مع المعايير الدولية وأحدث التطورات العالمية التي يشهدها هذا القطاع الحيوي.
كما استعرض المشاركون التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه صناعة الطيران في المنطقة، مؤكدين على أهمية بناء قدرات الدول الأعضاء لتمكينها من مواكبة التحولات المتسارعة في هذا المجال. وتضمن جدول الأعمال مناقشة عدد من الموضوعات الأساسية، من بينها تعزيز الحضور العربي في المنظمات الدولية المعنية بشؤون الطيران المدني، ومناقشة الترشيحات العربية لانتخابات مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، مع التأكيد على دعم ترشح مصر لعضوية المجلس، وهو ما يعكس مكانتها الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي في صناعة الطيران المدني.
وشهدت الدورة تطورًا لافتًا في هيكل المجلس التنفيذي للمنظمة، حيث اتُخذ قرار بزيادة عدد أعضائه من تسعة إلى أحد عشر عضوًا. وتأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز مبدأ الشمولية وتوسيع نطاق التمثيل والتعاون بين الدول الأعضاء، بما يخدم مصالح القطاع على مستوى المنطقة.
من جانبه، أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أن مشاركة مصر الفعالة في الدورة الثانية والسبعين للمجلس التنفيذي والدورة الاستثنائية للجمعية العامة للمنظمة تجسد التزامها الراسخ بتعزيز العمل العربي المشترك في قطاع الطيران، الذي يعتبر دعامة أساسية لمواجهة التحديات الدولية المتلاحقة.
وأضاف الوزير: "إن تعزيز الحضور العربي في المحافل الدولية يمثل ضرورة استراتيجية لضمان حماية مصالحنا المشتركة"، مشيرًا إلى الأهمية القصوى لتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء استعدادًا لاجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الإيكاو المقرر عقدها في سبتمبر القادم. ويهدف هذا التنسيق إلى ضمان تمثيل قوي وفاعل للقضايا العربية، وتأمين فرص أكبر للدول العربية، وفي مقدمتها مصر، للفوز بمقعد في مجلس المنظمة.
كما شدد الدكتور الحفني على الدور الحيوي لهذه الاجتماعات كمنصة فاعلة لتطوير التشريعات والبنية التحتية لقطاع الطيران المدني بما يواكب المتطلبات العالمية المتجددة. وأوضح أن التعاون العربي في هذا المجال بات ضرورة ملحة، خاصة في مجالات السلامة الجوية والأمن، وذلك من خلال تبادل الخبرات وتكثيف التعاون التقني والتدريبي بين الدول الأعضاء.
وفي ختام تصريحاته، أكد وزير الطيران المدني على أهمية تعزيز التكامل بين الدول الأعضاء وضمان استمرارية خدمات الطيران بكفاءة عالية، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمن، وذلك في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تلقي بظلالها على حركة النقل الجوي في المنطقة.
