عندما بدأت عملي في الصحافة في فترة التسعينات.. كنت أتلقى عشرات الرسائل حول المشاكل التي تواجه الممولين مع الضرائب ما بين تقدير جزافي وبيروقراطية وإجراءات معقدة وطوابير وزحام خلال فترة تقديم الاقرارات.. بخلاف سوء حالة المأموريات وتكدس الملفات الورقية ونزاعات لاحصر لها. كانت هناك صورة سلبية عن الضرائب لدى المواطن التي ما كانت ترتبط بمفهوم الجباية
كان التساؤل وقتها لماذا يعتبر أداء الضرائب في أوروبا فخر وشرف للمواطن في حين يحدث عكس ذلك في مصر.
وتمر السنوات ويشهد الأمر بعض التحسن.. وجرت تعديلات تشريعية وتجهيزات في المباني والمقرات.. ولكن ذلك كله لم يكن على المستوى المأمول.. إلى أن بدأ بناء الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. كان لابد أن تواكب حركة التنمية والتعمير التي تشهدها مصر عملية تطوير في النظام الضريبي أيضا.. فالضرائب هي عماد الإيرادات السيادية.. كان لابد من تغيير الصورة السلبية وخلق بيئة جديدة جاذبة للمستثمر.
وجاءت حزمة التسهيلات الضريبية التي أطلقتها وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية لتكون بمثابة خطوة هامة وتعد صفحة جديدة فى العلاقة بين الضرائب والمواطن. وبداية مرحلة جديدة تواكب حركة التنمية والتطوير الذى تشهده مصر.
رفعت وزارة المالية شعار " معا نبدأ صفحة جديدة " وكذلك شعار " نقطة ومن أول السطر" وهى شعارات تؤكد أن المرحلة القادمة تعتمد على الثقة المتبادلة بين الضرائب والممولين وأن العلاقة هي علاقة شراكة بين الطرفين لتحقيق ما نحلم به من مجتمع متطور وخلق بيئة أعمال جاذبة للاستثمار، ولعل توقيت هذه الحزمة من التسهيلات الضريبية جاء مناسبا خاصة مع المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم والمنافسة بين الدول لجذب الاستثمار.
وتعد حزمة التيسيرات الضريبية رسالة طمأنة للمستثمرين بأن الدولة جادة في خلق مناخ استثمار جاذب ومساند وداعم. وبداية لعهد جديد يقوم على الثقة والمصداقية والشفافية.
وتضمنت الحزمة حوافز وتيسيرات غير مسبوقة فى كل أنواع الضرائب لتخفيف الأعباء والالتزامات الضريبية بهدف مد جسور الثقة وتقليل النزاعات وتبسيط الإجراءات.
وتم وضع نظام ضريبي متكامل ومبسط ومحفز لأى مشروعات أو أنشطة مهنية لا تتجاوز إيراداتها 20 مليون جنيه سنويا.
وأرى حالة من التفاؤل في الأوسط الاقتصادية، وإشادة من منظمات رجال الاعمال والمستثمرين بهذه التسهيلات، وجاءت تصريحات ممثلي هذه المنظمات لتكون بمثابة شهادة نجاح لوزارة المالية، بعدما أكدوا أن هذه الحزمة ترسخ جسور الثقة وتحفز الاستثمار وتساهم في بناء اقتصاد أكثر تنافسية.
والآن حان الوقت لأن يمد الممولين يد المساندة أيضا ويبادرون بالاستجابة والاستفادة من هذه الحزمة التي تعد مرحلة أولى ثم يليها مرحلة أخرى قريبا، حان الوقت لأن نغلق صفحة الماضي بكل سلبياته وننتهز الفرصة لفتح صفحة جديدة مع الضرائب، ومواكبة هذا الفكر الضريبي الجديد الذى يرفع شعار الشراكة والثقة المتبادلة، حان الوقت لأن نساند وندعم كل خطوة بناء وتنمية حتى نواكب الجمهورية الجديدة.
«وزير المالية» لقيادات المأموريات: «التسهيلات الضريبية» ستنجح بكفاءتكم
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.