شهدت العاصمة الروسية موسكو، اليوم الجمعة، احتفالات واسعة بمناسبة الذكرى الثمانين لـ"عيد النصر" في الحرب العالمية الثانية، وهو يوم وطني روسي ذو أهمية بالغة، وحظيت مشاركة مصر في هذه المناسبة بحضور رفيع المستوى ومشاركة عسكرية لافتة.
الرئيس المصري في قلب الاحتفالات
وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الساحة الحمراء في موسكو تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ليشارك في فعاليات الاحتفال بهذا اليوم التاريخي.
وكان الرئيس المصري من بين 27 زعيمًا أجنبيًا بارزًا حضروا العرض العسكري المهيب، رفقة نظرائه الصيني شي جين بينج والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والفلسطيني محمود عباس.
وحدة عسكرية مصرية في الساحة الحمراء
في لفتة تعكس عمق العلاقات الإستراتيجية والتعاون العسكري بين البلدين، شاركت وحدة عرض للشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة المصرية في العرض العسكري الذي أُقيم في الساحة الحمراء.
وحظي مرور الوحدة المصرية في ساحة العرض باهتمام خاص، إذ وقف الرئيس السيسي على المنصة الرئيسية إلى جانب بوتين وبقية الزعماء لمشاهدة الاستعراض، ما يبرز أهمية الدور المصري في هذه المناسبة.
رسالة سلام
أكد أندريه باكلانوف، رئيس رابطة الدبلوماسيين في روسيا، أن احتفالات "عيد النصر" تحمل رسائل قوية للعالم، فهي ليست مجرد استذكار للانتصار في الحرب العالمية الثانية، بل هي أيضًا تعبير عن الوحدة الوطنية ورسالة سلام.
وأشار إلى أن حضور قادة دوليين بارزين، وعلى رأسهم الرئيس المصري، يعكس دعمًا للموقف الروسي في التطورات الراهنة.
من جهته، أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن "عيد النصر" يحمل رمزية عميقة في الوجدان الروسي، فهو يمثل تذكيرًا بالتضحيات الهائلة في سبيل دحر النازية.
وأضاف أن مشاركة دول صديقة مثل مصر في هذه الاحتفالات "تعزز من هذه الرمزية في السياق الدولي الراهن".
العلاقات السياسية
في عهد الرئيس السيسي، توطدت العلاقات بين القاهرة وموسكو، وتبادل مع نظيره الروسي الزيارات، بجانب اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية، وعزّزت تلك الزيارات من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وعكست هذه اللقاءات حرص البلدين على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما وتشاركهما في رؤية موحدة في مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية.
العلاقات الدبلوماسية
تعد مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وتطورت على إثرها العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني.
في 2023، احتفلت كل من مصر وروسيا الاتحادية بذكرى مرور 80 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
فعاليات متنوعة
شهدت الساحة الحمراء عرضًا عسكريًا مهيبًا بدأ بمسيرة لحرس الشرف حاملين العلم الروسي وراية النصر، تلاه استعراض لمختلف الوحدات العسكرية، وعكست هذه الفعاليات الأهمية التاريخية والعاطفية لهذا اليوم بالنسبة للشعب الروسي.
تأتي مشاركة مصر رفيعة المستوى في احتفالات "عيد النصر" لتؤكد على متانة العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو، ودور مصر كشريك دولي فاعل يحرص على التواجد في المناسبات الهامة التي تشهدها الدول الصديقة.
