أخبار عاجلة
ليلى بنعلي : 85% من النفايات البحرية بلاستيكية -
ضربة موجعة تربك الزمالك قبل ساعات من لقاء المصري -

المغربيان راشيل بندايان وعبد الحق صاري ينتخبان في البرلمان الكندي

المغربيان راشيل بندايان وعبد الحق صاري ينتخبان في البرلمان الكندي
المغربيان راشيل بندايان وعبد الحق صاري ينتخبان في البرلمان الكندي

انتهت الانتخابات التشريعية الكندية لعام 2025 كما كان متوقعا بفوز الحزب الليبرالي الكندي بقيادة مارك كارني، الذي حصل على 165 مقعدا، بنسبة 43.5 في المائة من الأصوات كنتيجة أولية.

وكما كان منتظرا كذلك استطاع مغربيان مرشحان عن الحزب سالف الذكر الظفر بمقعدين في مجلس العموم الفيدرالي الكندي المشكل من 343 نائبا؛ ويتعلق الأمر بكل من عبد الحق صاري عن دائرة بوراصا مونتريال الشمالية، وراشيل بندايان عن دائرة أوتر ومونت بمونتريال. هذا الفوز الانتخابي اعتبره العديد من المتتبعين ليس فقط نجاحا سياسيا شخصيا؛ بل أيضا مدعاة فخر للجالية المغربية التي احتفت بدعم اثنين من أبنائها ممن برهنوا على انخراطهم العميق في الحقل السياسي الكندي على المستويين المحلي والفيدرالي.

عبد الحق صاري

فاز عبد الحق صاري بمقعد دائرة “مونتريال الشمالية” في كيبيك في الانتخابات الفيدرالية 2025، متقدما بحوالي 42.9 في المائة من الأصوات، في منافسة قوية جمعته بممثلين عن أكبر الأحزاب.

ويمثل صاري، الذي استقر بكندا سنة 2002، نموذجا للمهاجر المغربي الشغوف بالعمل الجمعوي والعمل المجتمعي. فمن “حي المحيط” في مدينة الرباط إلى مجلس النواب الفيدرالي الكندي، يكتب عبد الحق صاري ذو الخمسين سنة فصلا استثنائيا في قصة نجاح مغربية على أرض كندا. بعد أن نشأ وتعلم في المدرسة العمومية المغربية، وانتقل لاحقا إلى فرنسا لنيل دبلوم في الهندسة المعلوماتية، ليحمله حلمه العلمي في اتجاه كندا سنة 2002، حيث نال بها درجات عليا من أبرز جامعات مونتريال؛ مثل جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) ومدرسة التكنولوجيا العليا (ÉTS).

بصم عبد الحق صاري على مسار أكاديمي متميز كأستاذ في جامعة كيبيك، متخصص في الذكاء الاقتصادي وتسيير المشاريع. كما تولى العديد من المهام التدريبية والتأطيرية للطلبة في قضايا الابتكار والأنظمة الرقمية، وتعاون في مشاريع إلكترونية استراتيجية؛ من بينها أنظمة توزيع المحروقات.

اجتماعيا، أسس ابن حي المحيط الرباطي جمعية “شمس الأيتام”، التي تُعنى برعاية الأطفال اليتامى في عدد من الدول الإفريقية؛ بينها المغرب، ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس فيها. أما سياسيا، فقد دخل غمار العمل الانتخابي سنة 2017، حيث تمكن من الفوز بعضوية المجلس البلدي بمونتريال، ليصبح أول مغربي إفريقي مسلم يشغل هذا المنصب. وأعيد انتخابه في عام 2021. وفي عام 2023، تولى منصب عمدة مونتريال الشمالية بالنيابة، وهو منصب رمزي وفعلي يعكس مكانته في المشهد المحلي.

وقد أرجع كثيرون فوز صاري إلى حضوره الميداني القوي، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث أطلق مبادرات دعم غذائي وتوزيع أقنعة ورافق عشرات الأسر المهاجرة في مسارات الإدماج الاجتماعي والتعليمي.

راشيل بنديان

فازت راشيل بندايان، السياسية الكندية من أصول مغربية يهودية، بمقعدها البرلماني عن دائرة “أوترومون” في الانتخابات التشريعية الفيدرالية الكندية لعام 2025، مؤكدة مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات النسائية داخل الحزب الليبرالي الكندي.

وجاءت إعادة انتخاب بندايان لتمنحها ولاية جديدة في مجلس العموم، متفوقة على منافسين بارزين؛ من بينهم جوناثان بيدنو، زعيم حزب الخضر، الذي لم ينجح في انتزاع مقعد له بالدائرة.

ويُعد هذا الفوز الرابع على التوالي لبندايان في هذه الدائرة، الواقعة في قلب مونتريال؛ مما يعكس حجم الثقة المتجددة التي تحظى بها وسط ناخبيها، لا سيما في أحياء معروفة بالكثافة الثقافية والتنوع المجتمعي.

راشيل بندايان، التي تم تعيينها وزيرة الهجرة واللاجئين والمواطنة في مارس 2025 ضمن حكومة مارك كارني، تتمتع بخبرة قانونية رصينة؛ فقد درست القانون في جامعة ماكغيل وتخصصت في التحكيم الدولي، قبل أن تعمل في شركة Norton Rose Fulbright العالمية. كما مارست التدريس في كلية الحقوق بجامعة مونتريال، وبرزت كصوت سياسي يدافع عن قضايا الهجرة والتعددية وحقوق اللاجئين.

ومعلوم أن بندايان دخلت الحياة السياسية في عام 2015، حيث فازت لأول مرة في الانتخابات الفرعية لعام 2019 بعد استقالة توماس مولكير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد. ومنذ ذلك الحين، تدرجت في عدد من المناصب داخل الحكومة الليبرالية؛ من بينها وزيرة اللغات الرسمية والوزيرة المنتدبة للسلامة العامة.

ويأتي هذا الفوز في وقت يشهد فيه ملف الهجرة في كندا نقاشا وطنيا واسعا؛ ما يعزز من أهمية الدور الذي تضطلع به بنديان داخل الحكومة. ويُنتظر أن تستمر في قيادة وزارة الهجرة في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالاندماج والتوازن بين متطلبات الاقتصاد وحقوق المهاجرين واللاجئين.

الجالية المغربية

شكل فوز عبد الحق صاري وراشيل بندايان مصدر اعتزاز واسع بين أفراد الجالية المغربية المنتشرين عبر المقاطعات الكندية، خاصة في مقاطعة كيبيك وأطرافها حيث الحضور المغربي الكثيف. وقد عبر العديد من المغاربة الكنديين، عبر منصات التواصل الاجتماعي وكذلك خلال التجمعات التي أقيمت لتتبع نتائج التصويت، عن سعادتهم الغامرة بهذا الإنجاز؛ معتبرين أن صعود مرشحين من أصول مغربية إلى مراكز صنع القرار يعزز صورة المغرب ومكانة كفاءاته في الخارج.

هسبريس، التي واكبت الاستحقاق الانتخابي الكندي وكذا تجاوب مغاربة كندا معها، استقصت آراء مغاربة مقيمين بمونتريال بخصوص فوز المرشحين المغاربة.

وفي هذا الصدد، قال محمد بوفنزي، فاعل جمعوي وعضو الجمعية الليبرالية بمونتريال الشمالية: “بالنسبة لي فوز عبد الحق صاري وراشيل بمقعدين في البرلمان الكندي يظهر أن الجالية المغربية بكندا غنية بالكفاءات السياسية، وكذلك يبرز مستوى النضج السياسي للجالية المغربية والمغاربية والعربية”.

وأضاف بوفنزي أن “مغاربة كندا استطاعوا أن يندمجوا سياسيا في المجتمع الكندي، وأن يقدموا إضافة إيجابية للعمل الجمعوي والسياسي؛ وهذا ما يعكسه نيلهم ثقة المجتمع الكندي لتمثيله في أهم مؤسسة تشريعية فيدرالية بكندا”.

من جانبه، قال أيمن بوشيبة، أستاذ جامعي بأوتاوا: “نحن جد سعداء بفوز كل من عبد الحق صاري وراشيل بن دايان في الانتخابات الفيدرالية الكندية، وهو إنجاز يعكس اندماج مغاربة كندا في المجتمع السياسي الكندي، وقدرتهم على المساهمة الفعالة في الحياة السياسية”.

وأكد بوشيبة أن “من شأن فوز هذين المرشحين أن يساعد في تشكيل السياسات العمومية، خصوصا في قضايا تهم المهاجرين؛ مثل الاندماج والتعليم والتوظيف ومكافحة التمييز”.

وأبرز الأستاذ الجامعي ذاته أن هذا الفوز سيعمل على “تقوية العلاقات المغربية الكندية”، حيث إن وجود هذين المغربيين في مجلس العموم الفيدرالي الكندي “سيساهم حتما في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وكندا”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رعب فى دمياط.. عاطل يطلق النار على أخر وسط الشارع لاعتقاده قيامه بتصويره
التالى محافظ أسيوط يتفقد مركز الأطفال المعثور عليهم بمديرية الصحة