أعلنت مجموعة آي بي آر للطاقة عن اكتشاف هيدروكربوني جديد ومهم في حقل يدما الواقع ضمن امتياز يدما-العلمين في الصحراء الغربية بمصر، وفقًا لموقع ريجزون المتخصص في أخبار منصات الحفر.
ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من سلسلة إنجازات الشركة في المنطقة، حيث تسعى لتعزيز إنتاج النفط والغاز من خلال استهداف الاحتياطيات غير المستغلة في تكوينات جيولوجية متنوعة. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا الاكتشاف، أهميته، وسياقه ضمن جهود مصر لتطوير قطاع الطاقة.
تفاصيل الاكتشاف الجديد
تم حفر البئر الاستكشافية في حقل يدما إلى عمق إجمالي يبلغ ٨٩١٠ أقدام، بهدف استكشاف احتياطيات جديدة بعد نجاحات سابقة في حقل العلمين المجاور.
وأوضحت مجموعة آي بي آر أن البئر واجهت عمودًا نفطيًا كبيرًا يبلغ سمكه ٧٣ قدمًا من الهيدروكربونات تحت حاجز طبقي ضيق ضمن تكوين العلمين الدولوميتي.
وبعد إجراء التجارب، تم تهيئة فاصل دولوستون عالي المسامية، مما أسفر عن معدلات إنتاج أولية بلغت ١٩٢٦ برميل نفط يوميًا، استقرت لاحقًا عند ١٢٥٠ برميل يوميًا من النفط الخفيف عالي الجودة بكثافة ٤٣ درجة حسب معيار معهد البترول الأمريكي، مع نسبة ماء منخفضة للغاية (٠.٥٪). تم تحقيق هذه النتائج باستخدام فتحة خنق بقياس ٦٤/٦٤ بوصة، مما يعكس كفاءة البئر وقدرتها الإنتاجية العالية.
يُعد هذا الاكتشاف استمرارًا لجهود آي بي آر في تعزيز إنتاجها من امتياز يدما-العلمين، حيث سبق أن أعلنت الشركة في يونيو ٢٠٢٤ عن اكتشاف هيدروكربونات في بئر أخرى ضمن الامتياز ذاته. كما أعلنت في يناير ٢٠٢٤ عن اكتشاف بئر ويست أي واي-١إكس واختبار ناجح لتكوين خريطة، أضاف ٢٨٥٠ برميل نفط يوميًا إلى إنتاج المنطقة. هذه الإنجازات تؤكد قدرة الشركة على الاستفادة من التكوينات الجيولوجية المعقدة في الصحراء الغربية.
أهمية الاكتشاف في سياق قطاع الطاقة المصري
يأتي هذا الاكتشاف في وقت تسعى فيه مصر إلى تعزيز إنتاجها من النفط والغاز لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة محليًا ودعم التصدير. تشير بيانات من مبادرة البيانات المشتركة للمنظمات إلى انخفاض إنتاج الغاز في مصر من ٤.٦ مليار متر مكعب في يناير ٢٠٢٤ إلى ٣.٦ مليار متر مكعب في يناير ٢٠٢٥، مما يبرز الحاجة إلى اكتشافات جديدة لتعويض هذا الانخفاض.
وفي هذا السياق، يُعد اكتشاف آي بي آر خطوة إيجابية لتعزيز الإنتاج النفطي، خاصة أن النفط الخفيف عالي الجودة المستخرج من البئر يتميز بقيمة تجارية مرتفعة في الأسواق العالمية.
كما يتماشى هذا الاكتشاف مع استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية لتوسيع أنشطة الاستكشاف والإنتاج. فقد أعلنت الوزارة في مارس ٢٠٢٥ عن فرص استثمارية جديدة تشمل طرح سبعة حقول غير مطورة في البحر المتوسط وست مناطق استكشاف في خليج السويس والصحراء الغربية، مع إغلاق باب التقديم في ٤ مايو ٢٠٢٥ عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج. هذه المبادرات تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكات مع شركات مثل آي بي آر.
التحديات والتوقعات المستقبلية
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، تواجه مصر تحديات في قطاع الطاقة، بما في ذلك الحاجة إلى استثمارات كبيرة لتطوير الحقول المكتشفة وتحسين البنية التحتية.
كما أن الانخفاض في إنتاج الغاز يتطلب جهودًا مكثفة لتحقيق التوازن بين تلبية الاحتياجات المحلية ودعم التصدير. ومع ذلك، فإن نجاح آي بي آر في تحقيق اكتشافات متتالية في الصحراء الغربية يعكس إمكانات المنطقة الجيولوجية ويشجع على المزيد من الاستثمارات.
من المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في زيادة إنتاج النفط من امتياز يدما-العلمين، مما يعزز من إيرادات مصر من النفط ويدعم استقرار سوق الطاقة المحلي.
كما أن استمرار التعاون بين آي بي آر وشركاء آخرين مثل شركة خلدا للبترول، التي أعلنت في أبريل ٢٠٢٥ عن ثلاث اكتشافات نفطية وغازية في الصحراء الغربية بالشراكة مع شركة أباتشي الأمريكية، يعزز من مكانة مصر كوجهة جذابة للاستثمار في قطاع الطاقة.
يُعد اكتشاف مجموعة آي بي آر للطاقة في حقل يدما خطوة مهمة في مسيرة مصر نحو تعزيز إنتاجها من الهيدروكربونات ودعم اقتصادها القائم على الطاقة.
من خلال استهداف تكوينات جيولوجية معقدة وتحقيق معدلات إنتاج مرتفعة، تؤكد الشركة على الإمكانات الكبيرة للصحراء الغربية.
ومع استمرار جهود الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات وتطوير قطاع الطاقة، تُبشر هذه الاكتشافات بمستقبل واعد لصناعة النفط والغاز في البلاد.