سقوط "أخطر المزور" في قبضة الأمن بعد سنوات من التلاعب بالأختام الرسمية بالجيزة

أخطر مزور .. المتهم

داخل شقة صغيرة بحي هادئ في الجيزة، كان رجلٌ يتلاعب بمستقبل العشرات، وربما المئات، ممن لم يدركوا أن أوراقهم الدراسية وشهاداتهم الرسمية ما هي إلا خيوط من الوهم نسجها محترف تزوير بارع. لم تكن جريمته مجرد تقليد أوراق، بل كانت سرقةً لأحلام وحقوق الآخرين، وإرباكًا لمؤسسات وثقة عامة في وثائق يُفترض أنها مقدسة، حتى جاء اليوم الذي أُسدل فيه الستار على قصته المظلمة، حيث نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة في ضبطه.

معلومات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة

القصة بدأت عندما كشفت معلومات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، أن المتهم، وهو أجنبي الجنسية، يقيم بمحافظة الجيزة ويمارس نشاطًا ممنهجًا في تزوير الأوراق الرسمية وتقليد الأختام المعتمدة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.

المتهم لم يكن يستخدم ورشة أو مقرًا خاصًا، بل اتخذ من منزله وكرًا لتزييف الحقائق، حيث عثر رجال الأمن عقب مداهمة مسكنه على عدد كبير من الأختام والأكلاشيهات المقلدة المنسوبة لمؤسسات تعليمية معروفة، إلى جانب شهادات دراسية فارغة جاهزة للتعبئة.

كما ضبطت الأجهزة الأمنية أدوات وأجهزة إلكترونية متطورة كان يستخدمها المتهم في عمليات التزوير، وتبين بعد فحصها أنها تحتوي على مواد تثبت تورطه الكامل في هذا النشاط غير القانوني.

التحقيقات أوضحت أن المتهم كان يعمل بشكل منظم، ويقدم خدماته للراغبين في الحصول على مستندات رسمية مزورة دون المرور بالإجراءات القانونية، مما يشكل تهديدًا صريحًا للمؤسسات التعليمية والإدارية.

تم التحفظ على المبالغ المالية المضبوطة، والتي يُعتقد أنها من حصيلة عمليات التزوير، فيما أقر المتهم خلال التحقيق بممارسته لهذا النشاط الإجرامي لسنوات.

وأكدت وزارة الداخلية أنها مستمرة في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بالأوراق الرسمية أو تهديد الأمن الإداري للدولة.

وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وجارٍ العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.