لأول مرة، أقرت إسرائيل بفشل أنظمتها الدفاعية في اعتراض صاروخ باليستي يمني استهدف مطار بن جوريون في تل أبيب، مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص وتعطيل حركة الملاحة الجوية، ووفقًا لصحيفة ناشيونال بلس الأمريكية، تعتمد إسرائيل على اثنين من أكثر أنظمة الدفاع تطورًا في العالم - نظام "حيتس" ونظام "ثاد" الأمريكي الصنع - لكن كلاهما فشل في إيقاف الصاروخ، الذي تسبب في إصابات طفيفة لسبعة أشخاص وعطل الرحلات الجوية، وفقًا لبيان رسمي إسرائيلي.
وأثارت هذه الحادثة تحليلات واسعة النطاق حول القدرات الدفاعية الإسرائيلية التي تفتخر الدولة اليهودية بها، والتي لطالما اعتُبرت الأكثر قوة في المنطقة، وصرح محللون عسكريون موضحين القيود التقنية لدفاعات إسرائيل الرادارية، إذ "تستخدم رادارات الدفاع الجوي نظام إرسال لإصدار موجات ونظام استقبال لرصد الإشارات المرتدة. وعندما تصطدم الموجات بهدف جوي، تنعكس إلى الرادار، وتعرض الهدف على شاشة لاعتراضه".
وأضاف الخبراء أن النظام، المصمم للطائرات ذات المقاطع الرادارية الأكبر RCS، يواجه صعوبة في التعامل مع الصواريخ الباليستية، التي غالبًا ما يؤدي مقطعها الراداري الأصغر إلى ارتدادات رادارية ضعيفة أو معدومة، مما يترك شاشات المراقبة فارغة.
ولفت الخبراء إلى أن الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، مثل تلك المستخدمة، تحمل حمولات متفجرة أصغر للوصول إلى أهداف بعيدة، مما يقلل من الأضرار المادية، و"تسببت الضربة على مطار بن جوريون في دمار محدود بسبب صغر رأس الصاروخ الحربي وعدم دقة توجيهه، مما يجعل تأثيره نفسيًا أكثر منه عسكريًا" وأوضح الخبراء أن دفاعات إسرائيل الرادارية، المصممة أساسًا لمواجهة الطائرات، تجد صعوبة في اكتشاف الصواريخ عالية السرعة.
ومن جانبه، اعترف جيش الاحتلال بأن نظامي "حيتس" و"ثاد" فشلا في اعتراض الصاروخ، الذي سقط في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن جوريون، مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص وتعليق حركة الملاحة الجوية لمدة ساعة.
وفي وقت لاحق، ذكر بيان عسكري آخر: "النتائج الأولية لا تكشف عن أي خلل في إجراءات الكشف أو أنظمة الاعتراض أو آليات تنبيه قيادة الجبهة الداخلية" وفقًا للتقييم، "يُرجّح أن يكون السبب عطلًا فنيًا في نظام الاعتراض المُطلق نحو الصاروخ"، وأعلن جيش الاحتلال سابقًا برصد الصاروخ بعد انطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، عقب محاولات اعتراض فاشلة.
وقال الحوثيون إن الجماعة استهدفت المطار بصاروخ باليستي فرط صوتي "أصاب هدفه بنجاح" تضامنًا مع الفلسطينيين وردًا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وكان الحوثيون قد أعلنوا سابقًا مسؤوليتهم عن هجمات مماثلة، لكن اعتراف إسرائيل بتأثير الصاروخ كان الأول من نوعه.
وتوقفت حركة الملاحة الجوية، حيث حلقت الطائرات قبل هبوطها، وألغت تسع شركات طيران، منها شركات سويسرية ونمساوية وأسترالية وهندية، رحلاتها إلى تل أبيب، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية.
منذ منتصف مارس الماضي، يواجه اليمن حملة عسكرية أمريكية مكثفة، شملت حوالي 1300 غارة جوية وبحرية، أسفرت عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، وفقًا للحوثيين واستهدف الحوثيون السفن المارة عبر البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن منذ نوفمبر 2023 تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، التي تواجه الإبادة الجماعية والتهجير القسري وهجمات الاحتلال الإسرائيلي وحشي لأكثر من 19 شهرًا.
أوقفت الجماعة هجماتها عندما أُعلن وقف إطلاق النار في غزة في يناير بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، لكنها استأنفتها بعد تجدد الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة في مارس كما واصل جيش الاحتلال عمليات هدم المنازل الممنهجة في رفح جنوب غزة وسط إطلاق نار من طائرات الهليكوبتر الحربية، وفقًا لشهود عيان.
واستشهد أكثر من 52،500 فلسطيني في غزة في هجوم إسرائيلي وحشي منذ أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال في نوفمبر الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، كما تواجه إسرائيل أيضًا قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب حربها على القطاع.
