يواصل قطاع الطاقة في الأردن أداء دور محوري في تنفيذ البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023–2025)، من خلال حزمة مشروعات إستراتيجية وقرارات نوعية تعزز الاستدامة وتوسع الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة.
ووفقًا لبيانات رسمية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حققت المملكة تقدمًا ملموسًا في قطاعات الطاقة والتعدين والاقتصاد الأخضر، مستفيدةً من الشراكات مع القطاع الخاص والتوجهات الحكومية الداعمة للتحول المستدام.
ولم يكن هذا التقدم وليد المصادفة، بل نتيجة نهج تشاركي يجمع بين التخطيط العلمي والتطبيق العملي؛ ما انعكس على مشروعات الطاقة الشمسية، والتنقيب عن الغاز والمعادن، وتطوير البنية التحتية للهيدروجين الأخضر.
وأدى مجلس الوزراء الأردني دورًا فاعلًا في تهيئة الإطار التشريعي والإداري الداعم لهذه التحولات، ولا سيما في ظل البيئة الاقتصادية العالمية المتغيرة.
ويُشكل التكامل بين قطاع الطاقة والاقتصاد الأخضر فرصة إستراتيجية أمام الأردن لتعزيز أمنه الطاقي وخلق فرص عمل جديدة.
كما يدفع التوسع في أنظمة الطاقة المتجددة، ولا سيما في القطاعين الصناعي والزراعي، نحو تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الكربونية.
اللافت في الأمر أن المشروعات القائمة لا تقتصر على المركز، بل تمتد إلى مناطق متعددة مثل الريشة والجفر وأبوخشيبة؛ ما يسهم في تنمية المحافظات واستقطاب الاستثمارات النوعية، ضمن توجه واضح نحو لا مركزية التنمية.
تطورات قطاع الطاقة في الأردن
شهد قطاع الطاقة في الأردن تنفيذ عدة مشروعات نوعية؛ أبرزها تأمين التغذية الكهربائية لمطار الملكة علياء الدولي عبر مشروع طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط، ما يعزز استقلالية المطار الطاقية من مصادر نظيفة.
كما حُفرت 6 آبار جديدة بحقل الريشة الغازي، في خطوة لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، بحسب تقرير البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023-2025)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إطار تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة المنزلية، مُوّل تركيب 740 سخانًا شمسيًا ضمن منصة الدعم المعتمدة، كما وُقعت مذكرة تفاهم مع نقابة المهندسين لتوفير سخانات شمسية للأسر الفقيرة بمنحة 100% من التكلفة، بالتعاون مع صندوق تشجيع الطاقة المتجددة، في مبادرة تحمل بعدًا اجتماعيًا وتنمويًا.
وعلى صعيد البنى التحتية، استُكملت التصميمات التفصيلية لإنشاء وحدة التغويز الشاطئية ضمن مشروع ميناء الغاز الطبيعي، مع جاهزية الموقع لبدء الأعمال المدنية في أبريل/نيسان 2025.
تحولات قطاع التعدين
حقق قطاع التعدين خطوات فعلية نحو تعظيم القيمة المضافة للثروات الطبيعية في الأردن؛ إذ بدأ العمل على دراسة الجدوى الأولية لاستغلال خام الفوسفات في منطقة الريشة، بالإضافة إلى التفاوض مع شركات متخصصة بشأن عمليات التنقيب عن الذهب والنحاس والعناصر الأرضية النادرة في مناطق أبوخشيبة ودبيدب.
كما انطلقت أعمال دراسة صخور البازلت بمنطقة حرات الشام، في خطوة تؤسس لفرص استثمارية مستقبلية جديدة بهذا المجال.
الهيدروجين الأخضر في الأردن
جرى الانتهاء من إعداد نموذج عمل البنية التحتية المشتركة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في الأردن، بالتعاون مع المطورين والاستشاريين.
وشهد هذا المسار توقيع اتفاقيتين لاستعمال الأراضي ومذكرة تفاهم جديدة، ليرتفع إجمالي مذكرات التفاهم إلى 14، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية واحدة.
ويعكس هذا النشاط المتسارع التزام الأردن بتعزيز حضوره في سوق الهيدروجين الأخضر الناشئة.
الاقتصاد الأخضر في الأردن
سجل قطاع الاقتصاد الأخضر تطورات مهمة، شملت تركيب 15 نظامًا كهروضوئيًا للقطاع الزراعي، أسهمت في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 95.1 طنًا مكافئًا، كما اعتُمدت التصميمات لـ351 نظامًا كهروضوئيًا، ووُرّدت معدات لـ178 منها ضمن مشروع تركيب 500 نظام زراعي.
أما على صعيد الموارد المائية؛ فقد رُكّبت 55 وحدة حصاد مائي، وأُقيمت 8 دورات تدريبية للنساء الرائدات في مجال التغير المناخي، ودُرّبت 30 جهة استشارية على كفاءة الموارد والخدمات الخضراء.
كما شهد ملف إدارة النفايات نشاطًا توعويًا مميزًا، من خلال عقد 70 محاضرة مدرسية لتثقيف الطلبة حول فرز النفايات الصلبة وإعادة تدويرها.
مستقبل قطاع الطاقة في الأردن
تكشف المؤشرات الحالية عن أن قطاع الطاقة في الأردن ماضٍ في تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي ضمن إطار متكامل يوازن بين النمو والتنمية المستدامة.
وبينما تُستكمل أعمال مشروعات الغاز الطبيعي في القويرة وتُطرح فرص استثمارية في عمّان والزرقاء، تزداد فرص الأردن بترسيخ مكانته بصفته مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة والخضراء في الشرق الأوسط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
){kind=link}