فرنسيس , أعلن الفاتيكان عن تنفيذ إحدى وصايا البابا الراحل، والتي تضمنت تخصيص إحدى سياراته المتنقلة لاستخدامها كعيادة صحية متنقلة لعلاج الأطفال في قطاع غزة. وأوضح البيان الصادر عن الفاتيكان أن هذه السيارة، التي كانت تُستخدم في تنقلات البابا الرسمية، ستتحول إلى وحدة طبية مجهزة بالكامل وتُدار بواسطة طاقم طبي متخصص، وستتوفر بها معدات تشخيص وفحص وعلاج، بما في ذلك أدوات لإجراء الاختبارات السريعة للأمراض والعدوى.
وصية البابا فرنسيس لأطفال غزة
ويأتي هذا القرار الإنساني في وقت حرج ، يشهد فيه قطاع غزة أزمة صحية متفاقمة نتيجة الانهيار شبه الكامل للنظام الطبي، مما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة بالنسبة للأطفال. وقد تم وضع العيادة المتنقلة تحت إدارة مؤسسة «كاريتاس القدس»، وهي منظمة كاثوليكية تعمل في مجال الإغاثة والخدمات الإنسانية، لضمان إيصال الخدمات الطبية إلى أكثر الفئات احتياجًا.
رسالة أمل في وقت الأزمات
بحسب ما ورد في البيان، فإن المبادرة تستهدف بشكل خاص الأطفال الذين باتوا عاجزين عن الوصول إلى المراكز الطبية في ظل الأوضاع الميدانية والإنسانية الصعبة التي تعيشها غزة. وتأتي هذه الخطوة تأكيدًا على التزام الكنيسة الكاثوليكية بالقضايا الإنسانية، وحرصها على دعم الشعوب المتضررة من النزاعات.
وتُعد هذه المبادرة استكمالًا لمسيرة البابا في الدفاع عن حقوق الإنسان وتكريس جهوده من أجل الفقراء والمهمشين، حيث لطالما نادى بالسلام والعدالة الاجتماعية في مناطق النزاع. وأشار مراقبون إلى أن هذا العمل الإنساني يحمل رمزية كبيرة، خاصة أنه يأتي في أعقاب وفاة شخصية دينية عالمية لطالما تبنت القضايا الإنسانية العادلة.
الاستعداد لاختيار البابا الجديد بعد رحيل البابا فرنسيس
في سياق متصل، يستعد الفاتيكان لحدث مهم آخر يتمثل في اختيار البابا الجديد، وقد أعلن رسميًا أن المجمع السري للكرادلة سيُعقد يوم الأربعاء الموافق 7 مايو الجاري، بمشاركة الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، والبالغ عددهم 135 ناخبًا.
ويُعد هذا المجمع أحد أبرز الأحداث في الكنيسة الكاثوليكية، حيث يجتمع كبار رجال الدين الكاثوليك من جميع أنحاء العالم لاختيار القائد الروحي الجديد لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي. وتُجرى عملية التصويت داخل الفاتيكان في جلسات سرية، تتخللها صلوات ومداولات، حتى يتم التوافق على شخصية البابا الجديد.
ويترقب العالم هذا الحدث باهتمام بالغ، لا سيما في ظل التحديات الإنسانية والدينية الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، مما يجعل مهمة البابا القادم محورية في تعزيز دور الكنيسة في نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية العالمية.
