في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، أصدرت السفارة الأمريكية في كييف تحذيراً عاجلاً من احتمال وقوع هجوم جوي كبير خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوصت السفارة المواطنين الأمريكيين بالاستعداد الفوري لاحتمال اللجوء إلى الملاجئ في حال صدور إنذارات جوية.
تصعيد عسكري روسي على الجبهات الأمامية
أفادت القوات المسلحة الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت هجمات متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، شملت إطلاق صواريخ وإسقاط قنابل من الجو، بالإضافة إلى غارات استهدفت مواقع على الخط الأمامي الأوكراني.
يأتي هذا التصعيد في وقت أعلنت فيه روسيا وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بدأ صباح أمس الخميس، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بعدم الالتزام بالهدنة.
زيلينسكي يدعو لوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً
في محاولة لتهدئة الأوضاع، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً مع روسيا، بدءاً من هذه اللحظة.
وأشار إلى أن هذا الاقتراح، الذي قدمته الولايات المتحدة لأول مرة في مارس الماضي، سيكون مؤشراً حقيقياً على التقدم نحو السلام إذا ما تم تنفيذه.
وأكد زيلينسكي أن على روسيا أن تُظهر استعدادها لإنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق نار غير مشروط.
الكرملين يقترح هدنة قصيرة
من جهته، اقترح الكرملين هدنة لمدة ثلاثة أيام تتزامن مع إحياء روسيا لذكرى 9 مايو، مؤكداً أن الهدف منها هو اختبار استعداد كييف للسلام.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفصح في أبريل الماضي، أدت إلى خفض الأعمال القتالية، رغم عدم احترامها بشكل كامل من الطرفين.
المجتمع الدولي يواصل الضغط لخفض التصعيد في كييف
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب عن تفاؤله الحذر بشأن التقدم في جهود وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن هناك إشارات إيجابية على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.
كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً بين روسيا وكييف، محذراً من فرض مزيد من العقوبات إذا لم يتم الالتزام بالهدنة.
تحذيرات من استغلال روسيا للهدنة
حذر معهد دراسة الحرب من أن روسيا قد تستغل أي هدنة لإعادة بناء قواتها المتهالكة وتحضيرها لهجمات مستقبلية.
وأشار المعهد إلى أن روسيا استخدمت فترات التهدئة السابقة لتعزيز قدراتها العسكرية، مما يثير مخاوف من أن أي وقف لإطلاق النار قد يكون مؤقتاً ويُستخدم كفرصة لإعادة التسلح.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى الوضع في كييف هشاً ومعرضاً للتصعيد في أي لحظة. بينما تبذل الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع، فإن التحذيرات من هجوم جوي كبير على كييف تثير القلق بشأن مستقبل الصراع واحتمالات التوصل إلى حل سلمي دائم.
