الفاتيكان , بعد انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا للكنيسة الكاثوليكية واتخاذه اسم “لاوُن الرابع عشر”، بدأت الأضواء تُسلَّط على نشاطه السابق في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر أن حسابًا باسمه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أعاد نشر محتوى ينتقد سياسات الهجرة التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه الحالي جيه دي فانس.
منشورات بإسم بابا الفاتيكان تثير الجدل
وبالرغم من أن البابا لم يكتب هذه المنشورات بنفسه، فإن مجرد إعادة نشره لتقارير وآراء تنتقد إجراءات ترحيل المهاجرين وتفضيل المواطنين على المهاجرين، يشير إلى مواقفه الأخلاقية التي تتقاطع مع توجهات البابا الراحل فرنسيس. وقد رفض الفاتيكان تأكيد صلة البابا المنتخب بالحساب، فيما لم يعلّق البيت الأبيض رسميًا على الأمر.

منشورات بإسم بابا الفاتيكان تنتقد سياسات الترحيل والإقصاء
المنشورات التي أُعيد نشرها تضمنت مقالات عن حالات ترحيل مثيرة للجدل، أبرزها قضية كيلمار أبريغو غارسيا، وهو مهاجر غير نظامي تم ترحيله إلى السلفادور رغم التحذيرات الحقوقية. كما أعاد الحساب نشر تصريحات للأسقف إيفيليو مينجيفار ينتقد فيها حملة إدارة ترامب على المهاجرين واصفًا إياها بـ”الصدمة والرعب”، وهو ما يعكس موقفًا إنسانيًا واضحًا مناهضًا لسياسات الإقصاء الجماعي.
ومن بين المنشورات أيضًا، مقاطع من كلمات البابا فرنسيس التي انتقد فيها الترحيل الجماعي واعتبره “إهانة لكرامة الإنسان”، مؤكدًا أن سيادة القانون الحقيقية تقوم على معاملة الفقراء والمهمشين بكرامة وعدل.

مفاهيم دينية تُقابل برؤى سياسية متباينة
تناولت بعض المنشورات أيضًا نقدًا لفلسفة نائب الرئيس فانس، الذي صرح بأن اليسار المتشدد “يحب المهاجرين أكثر من المواطنين”، داعيًا إلى ترتيب أولويات الحب والرعاية بدءًا من الأسرة وصولًا إلى الوطن. وقد اعتُبرت هذه الرؤية تعبيرًا عن ما يُعرف بـ”ترتيب الأعمال الخيرية” أو Ordo Amoris، وهو مفهوم ديني قديم تم توظيفه لتبرير السياسات التمييزية، حسب ما ورد في مقال كات أرماس الذي أعاد الحساب نشره.
كما شملت إعادة النشر مقالات نقدية لحملات ترامب الانتخابية السابقة، من بينها مقال للكاردينال تيموثي دولان يحذر فيه من خطورة خطاب ترامب المناهض للهجرة، إضافةً إلى انتقادات لهيلاري كلينتون حول موقف الحزب الديمقراطي من الإجهاض.
رغم أن الحساب لم يكتب محتوىً أصليًا، إلا أن إعادة النشر تشير إلى مواقف أخلاقية واضحة، تعكس انحيازًا ل
قيم الرحمة والدفاع عن المظلومين، حتى لو كان ذلك على حساب توافق سياسي مع الإدارات الأمريكية.