الاثنين 05 مايو 2025 | 12:48 مساءً
تشهد العلاقات المصرية الصينية تطور كبير وبشكل ملحوظ في كل المجالات الإستثمارية والتكنولوجية وآخرها التعاون العسكري، في ظل التحولات الجيوسياسية والإقتصادية في العالم، في إطار تعزيز النفوذ الصيني في بلاد الشرق الأوسط، حيثُ تُتابع أمريكا الصين وعلاقاتها بالدول الأُخرى وتحرُكاتها القادمة بحذر في ظل الحرب التُجارية التي نشبت بين أمريكا والصين ومُستمرة حتى الآن.
تحظى مصر بإهتمام القوى الدولية، لأن مصر تتمتع بموقع جيوسياسي نادر وفريد يجعلها محط أنظار دول العالم، فلذلك تتمكن مصر من خلق جو من السياسة الخارجية المُتوازنة، ففي ظل الضغوط الأمريكية لأحتواء النفوذ الصيني في العالمإلا أن مصر تزيد التعاون مع الجانب الصيني في مشاريع صناعية وإقتصادية إلى جانب الإتفاقيات العسكرية والتكنولوجية.
مصر دولة مُستقلة ذات سيادة
نبيل نجم . كاتب وخبير العلاقات الدولية
فأكد الدكتور الكاتب وخبير العلاقات الدولية "نبيل نجم"، على أن التقارب بين مصر والصين لا يُمكن أن يكون له تداعيات على العلاقات المصرية والامريكية، لأن مصر دولة مستقلةُ ذات سيادة، حيثُ أن مصر تعتمد على إستراتيجية ثابتة في علاقاتها الخارجية، فأهم ما تتبناهُ مصر في العلاقات الخارجية العلاقات الدبلوماسية والسياسية المُحترمة مع كافة دول العالم، وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية لأى دولة، وعدم السماح لأى دولة بالتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، بالإضافة إلى أن مصر تؤمن أن أى خلافات بين الدول يجب أن يتم حلها عن طريق المسارات السياسية بعيدًا عن الحلول العسكرية.
تنويع مصادر الأسلحة
فأشار الدكتور "نبيل نجم" في تصريح خاص ل"بلدنا اليوم"، إلى أنهُ لن يكون أى نتائج سلبية من التقارُب العسكري بين مصر والصين، فمصرُ مًنذُ عصر الرئيس الشهيد البطل "محمد أنور السادات" اعتمدت على مصادر مُتنوعة من الأسلحة لبناء قواتها المُسلحة، بالتعامل مع أمريكا والصين وروسيا وفرنسا، بدون تداخُل للأجندات السياسية مع بعضها البعض، فمصر دولة دات سيادة تعرف ما هي إحتياجاتها العسكرية، فتتجه إلى الدول المُصنعةلهدة الإحتياجات من الأسلحة، فالتقارب بين مصر والصين يتزامن مع القارب العسكري مع الولايات المُتحدة الأمريكية.
وأضاف، أن لا شك أن الصين أستطاعت خلال الخمس عقود الماضية أن تلحق وتتجاوز إقتصاديات في الدول الغربية كانت قد بدأت نهضتها مُنذُ بداية القرن العشرين، ولذلك الصين مؤهلة لتكون حليف تُجاري وإقتصادي قوي مع مصر، بالإضافة إلى أن مصر دولة مؤثرة سوف تسعى إليها الصين بسبب موقعها الإستراتيجي، فمن ةمصلحة الصين ومصر أن يتم تطوير العلاقات في كل المجالات بينهُم، فبذلك تكون مصر مركزًا أفريقياً وأوروبياً وعربياً للتجارة الصينية.
العلاقات المصرية الصينية علاقة من قديم الأزل
كما أكد العميد أركان حرب "عصام علي حسن" على أن العلاقات المصرية الصينية لن تؤثر على العلاقات بين مصر وأمريكا، لأن العلاقات بين مصر والصين علاقة من قديم الأزل، وتلك العلاقات تم ترسيخها الظروف الحالية التي نشبت بين الصين وترامب عندما فرض رسوم جمركية عالية جداً على واردتها، حيثُ أن الصين تسعي لإيجاد بدائل لتصريف صناعاتها في كل المجالات ومصر بمركزها الإستراتيجي تُعتبر حاكمة لأفريقيا، بالإضافة إلى قُرب مصر من أوروبا، فتتخذ الصين مصر كمنفذ لثلاث قارات أسيا وأوروبا وأفريقيا، فهذا يدل على إحياء لطريق الحرير القديم.
مصر الوسيط الأقوى
العميد أركان حرب عصام علي حسن
كما أوضح العميد "عصام على" من خلال تصريح خاص ل"بلدنا اليوم"، أن الدول تعتمد في علاقاتها الخارجية على تقديم مصالحها، فلذلك لن تتأثر العلاقات الأمريكية والمصرية بسبب التقارب بين مصر والصين لأن كل دولة تسعى لتحقيق المصلحة، وذلك يُشير إلى أهمية مصر التي تجعل كل الدول تتنافس على إنشاء علاقات قوية معها لتحقيق كثير من المصالح المُشتركة.
وكشف، عن أن مصر دولة قيمتها تقدمت بخطوات كبيرة إلى الأمام، والدلاله على ذلك عندما وصلت القوات المُسلحة المصرية بفرق على الحدود المصرية الإسرائيلية لم تتدخل أمريكا في الشؤون الداخلية المصرية ولم تتأثر العلاقات المصرية الأمريكية، على الرغم أن إسرائيل هو أبن أمريكا المُدلل والداعم الرئيسي للدولة الإسرائيلية رغم إنتهاكاتها الدائمة في قطاع غزة، ومازالت مصر هي الدولة الوسيطة الأقوى بين إسرائيل وحركة المُقاومة الفلسطينية "حماس" لإنهاء الحرب الإسرائيلية وحل الدولتين.
كما أقر العميد، أن من مصلحة أمريكا أن تظل العلاقات المصرية والأمريكية في صورتها الجيدة، بدون أن يؤثر فيها أي شئ، مُشيراً إلى أنهُ لن يكون هُناك أي سلبيات للتقارُب بين مصر والصين على علاقتها مع الولايات المُتحدة الأمريكية.
اقرأ ايضا